المصطفى المحبوب
حتى لا تباغتني المفاجأة...
لن أنتظر حتى يأتي
الطوفان
أنا مجرد شاعر بئيس ..
لكن من حقي
أن أتفرج على ألعاب
السيرك
أن أشتري بعض الخضار من
سوق شعبي
وأوزعها على أرانب
جيراني الفقراء ..
جيراني الذين ينتظرون
فقط الفرصة
لطردي بسبب تبغي الأسود
الذي أزعجهم
وأرغمهم على وضع الثلج
على أنوفهم
أما أنا فقد عرفت منذ
زمان
أن هذا التبغ اللعين لا
يليق برجل عجوز مثلي..
ماذا سأفعل..
كل أصحاب الدكاكين
أصبحوا يمتعضون من
وقوفي أمامهم
بجيوبي المثقوبة
ووجهي الذي لم يعد
صالحا إلا للصفع..!!
لم يعودوا يهتمون
بصفحتي الموجودة بسجلات
السلف
أما توقيعاتي عليها
فصارت تتكبد العناء الكبير لأراها
لم أتعمد خيانتها
ووضعها داخل دوائر الحرج
لكن مواعيدي جعلتني
دائما أتأخر عنها وأتركها تعيش
تحت رحمة رجال لا
يتكلمون بأدب عن أمثالي ..
سأتظاهر
بأني لم أر أو أسمع شيئا..
سأشعل النار فيما تبقى
من كتاباتي
لن أستمر في الحلم بنشر
ديوان
لن أصدق أحلام الليل
مرة أخرى..
سبق لي أن صافحت السراب
وعدني بمياه كثيرة
وصداقات طويلة
وامرأة جميلة ترقص على
إيقاع قصائدي
لكني سأحرق ماتبقى مني
حتى لا تباغتني
المفاجأة ..
المصطفى المحبوب
المغرب ...
