جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
مريم الأحمدنصوص

غداً سأحذف مئتي صديق و أضيف ألفاً آخرين..

 

مريم الأحمد

غداً سأحذف مئتي صديق و أضيف ألفاً آخرين..

غداً، سأقرأ رواية جورج أورويل ١٩٨٤

غداً

سأكتب عشر قصائد  بلا كلمات

غداً، سأعطي أربع حصص في المدرسة لطلاب مستهترين !

سأعود إلى البيت بصوت مبحوح و قلب مجروح.

غداً، سأشتري ثلاثة كتب لجنكيز ايتماتوف، لأجد ذاكرتي، في شوارع روسيا!

لماذا تسحرني جسورها و أنهارها؟

غداً، سأشرب على شرفتي الغربية أربعة فناجين من القهوة السادة... سأتأمل الشجيرات ذاتها، كما أفعل كل يوم، و تغرد عصافير الدوري قربي لتسري عن روحي..

غداً سيصبح قلبي أكثر نضجاً! سيتغير كل ما هو كئيب  في هذا الأفق الرمادي، و ربما ينقبض

صماماه الاثنين.. وداعاً..

غداً..

سأسير ألف خطوة في الشوارع.. بين أناس لا أعرفهم.. لا يعرفونني.. لا أعني لهم أي شيء

سأحدق بعيونهم، كما أفعل في كل يوم و أغيب

في عالمي المتخيل..

غداً  سأشرب كأساً واحدة من عصير الرمان  من بائع جوال..

حتى لو لم تكن الكأس نظيفة تماماً..

غداً، تتشتت رؤاي

ما بين الحدس و الطبيعة الجلية.. للأمور، و أنحاز للحدس كعادتي..

غداً، سأحسب كم شجرة احترقت.. كم عين ترمدت، كم قلب لبس السواد، سيكون الجواب  ملايين.

غداً..

أشعل سبعين شمعة في ردهة الكنيسة، إذا كان من المفترض أن أمارس شعائر الآخرين لأشعر بهم أكثر..

غداً ، سيجيء غداً ممزقاً، مثل الأمس، متهتكاً مثل اليوم...

سيصل بألف موت و موت..

غداً، نحصي عذابات الشعوب المسحوقة تحت خط الفقر و خط السباق القذر نحو المناصب.. و خط الرجعة الذي لم يحسب له أحد حساباَ..

غداَ.

سأضيف لوجهي تجعيدتين ،لشعري سنبلتين، لفمي آهين، لقلبي بردتي سفر..

غداً، ستخبو مئة نجمة في عينيّ!

و تسقط في روحي ألف ذراع فقدت ذاكرة الوصول!

غداً سأخرج في أربع جنائز

لخمسة عجائز

و سأحضر عرسين

بلا عريس بلا فستان أبيض بلا معازيم..

غداً سأرقص رقصتين كرمى لكل شيء ضاع بين الأقدام  بين الأصابع المنحوتة من جيلاتين..

غداً، سأحصي عدد الأطفال في الشوارع، عدد المتسولين، عدد الموظفين، عدد العائدين لبيوتهم بأكياس الخضار و الخبز..

غداً ،سأتسلى كثيراً ، و أنا أقدم استقالتي، بعد أن أصبح عمري خمسين..

سيكون شعوراً غريباً... كأني لم أكن يوماً هنا

و  لا هناك.

كأن قدميّ الاثنتين  قصبتا هواء.. تخشخشان  في أذن الفراغ...

..

.مريم.......


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *