جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبنقد

الاتّجاهات التجريبية فى أدبِنا المُعاصِر

 

حامد حبيب

الاتّجاهات التجريبية فى أدبِنا المُعاصِر

 

  منذ أواخر القرن التاسع عشر ، بدأت  تظهر حركات

جديدة فى الموسيقى والفنون التشكيلية فى الغرب

تهدف  لتحطيم  المُتَعارف  عليه ،  بحثاً  عن  وسائل جديدة   للتغيير .  وقد  تعدّدت  هذه  المذاهب  فى المدارس بين تأثيرية وتكعيبية وتجريدية و تعبيرية

وسريالية ، إلى جانب اللّامقامية فى الموسيقى، وهو

ما يُعرَف بالموسيقى الإليكترونية.

فكما  أنّ العالَم  استكشف بتليسكوبه و ميكروسكوبه

مالم يكن فى استطاعته استكشافه بحواسه الخمس،

كذلك بدأ الفن بمدارسه ومذاهبه  الحديثة يستكشف

ما يضطرم به العالم الداخلى للإنسان،وهو مالم  يكن

فى إمكانِه من خلال المدارس والمذاهب التقليدية.

وبعد  الحرب  العالمية  الأولى  حتى  وقتنا  الحاضر تعدّدت الاتجاهات الأدبية والفنية الثورية  فى أوربا

الغربية ،  مرّت  خلالها  تلك  الشعوب  بمحنة  النُّظُم الديكتاتورية   فى   الحُكم  ومحنة  الحرب  العالمية الثانية   ،  واختراع   القنبلة   الذريّة   وإلقائها   على هيروشيما   وناجازاكى   باليابان  ،   وإفلاس  النظام الرأسمالي وخيبة الأمل فى الحكم الشيوعى، كل هذا

 وغيره ،  نشأ  عنه  ظاهرة  أدبية  تمثّلت  فى  أدب" اللامعقول" . هذا الاتجاه فى الأدب انقسم إلى ثلاثة

اتجاهات على أساس العلاقة بين الشكل والمضمون.

أولاً : إتجاه ينتمى بأسلوبه  إلى اللا معقول ، لكنه ذو

هدفٍ معقول. ومن المدارس التى مثّلت هذا  الاتجاه

" المدرسة السريالية" _ فيما بين الحربين العالميتين

الأخيرتين.

الثانى : عبّر عن اللامعقولية  فى شكل معقول ، وقد

تبلور هذا الاتجاه أثناء الحرب العالمية الثانية.

الثالث:ظهر فى أعقاب الحرب العالمية الأخيرة ، وهو

اتجاه   ينتمى  فيه  الشكل   والمضمون  إلى  فلسفة واحدة  ، وأصحاب هذا  الاتجاه  يتجاوز  إيمانهم بلا

معقولية  الوجود   إلى  أنهم   رأوا  أن  اللغة   نفسها _التى هى أداة التعبير _ لم تعد أداة المجتمع ،

 فلكل  إنسان  لغته  الخاصّة  به  ،  ويُعتبر (  يوجين يونسكو) أحد أقطاب هذا الاتجاه ،وهو يقول:" إننى

أشعر: بأنّ  الحياة  كابوس  مؤلم.. انظر  حولك..تجد الحروب والمآسى والكراهية والظلم ،والموت يتربّص بنا من كل جانب ".

وقد عبّر أصحاب هذا الاتجاه عن تشاؤمهم المزدوج

أسلوباً ومضموناً ، فقد أخذوا عن السريالية  تمرّدهم

الاجتماعى    وتحطيمهم      للشكل    وأخذوا    عن الوجوديين  تمرّدهم  الميتافيزيقى  ، وإعلانهم  عبث الوجود ، فموقفهم  أقرب  إلى التشاؤم  مما  هو  إلى التمرّد .

وإن  كان هناك جانب  إيجابى  فى هذا الاتجاه  ، لأن

أصحابَه لاتزال لديهم القدرة على الخلق والرغبة فى

أن يُبلّغوا  الآخرين  شيئاً حتى لو كان هذا  الشئ هو

صرخات اليأس  ، لأن  (يونسكو)  كما  يقول  : "  أنّ الكتابة َ  تحدّى  للانعزال  ،  والكشف  عن  لامعقولية الوجود دليل على وجود إحساس داخلى بالمعقول".

واستمرّت   تيارات   التجديد   بعد   الحرب  العالمية الثانية ،  وكانت  إما تطوّراً  للتيارات  السابقة  ،  وإما تمرّداً على الأشكال السابقة، كما حدث بالنسبة للشعر

عندما  ظهر  اتجاه  يهدف  إلى  تحطيم عمود الشعر العربى عن طريق التحرّر من القافية ووحدة البيت ،

وعدم التزام تفعيلة واحدة بالقصيدة الواحدة ، وهو

اتجاه كانت له تمهيدات كثيرة تبلورت على يد (على

أحمد  باكثير )   عندما   ترجم   "  روميو  وچولييت

"ل(شكسبير) علم ١٩٣٨م. وقد تركت الحرب العالمية

الثانية  بصماتها  على  الحركات  الفنية  والأدبية فى الحضارة الغربية ،  وقد قام د.طه حسين ، الذى  كان

يرأس تحرير مجلة  " الكاتب المصرى" بمهمة  تعريف

القارئ العربى بهذه التطورات الحديثة.

وفى  مصر  والعالم   العربى . كان  الفسادُ  السياسى والاجتماعى بلغ حدأً شديداً أدّى إلى نكبة فلسطين ،

وانتفض الشباب  فى مصر من  خلال  أحزاب  ثورة

١٩١٩م  ،  لينضمّوا   إلى  جماعات  يسارية  أو يمينية متطرّفة   بحثاً   عن  حلولٍ   جديدة   ،  أو ليرفضوا الانتماء إلى أيّة جماعة سياسية.

ومنذ  ىعام  ١٩٦٠م  تقريباً . أخذت   موجة   الواقعية تنحسر  لتُفسح  الطريق  لتيارات  أخرى  ، هى أدب " اللامعقول"  ففى مجال القصة القصيرة نجد قصصاً ليوسف  إدريس _ رغم  اشتهاره  باتجاهه  الواقعى_

تنتمى لهذا  الاتجاه  ، مثل  قصة" حكاية  ذى الصوت النحيل"  فى مايو ١٩٦٣م  ، والمحاولات  التى تنتمى لهذا الاتجاه ، نجدها فى قصص( محمد حافظ رجب

وقصة " المُظاهرة" ل(بهاء طاهر) .

__________________________

سنواصل معكم (إن شاء الله)

 بموقف النقد من هذا الاتجاه.  (حامد حبيب) مصر


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *