احمد عبد الحميد
قبْل أيامٍ
عُدتُ إلى المكانِ الذى
ولدتُ فيهِ
كَانت السَّماءُ تُمطرُ
لأجلِ ما استبْعَدهُ
الصَّمتُ
لأجل ما يحتَجبُ
مُزْدَهراً خَلْفَنا
إلى أينَ ذهبَت
المدِينةُ
المنازلُ ..
المَقاهى ..
الأصْدقاءُ ..
؟!
لا يُمكِنُنِى تَجَنُبَ
الأمرِ
مثْل غنّامٍ يُنشدُ
الأَغَانى
أخبِطُ ضُلوعِىَ برفقٍ
ثمّ أَبْدأُ بالعدِّ
1
2
3
وأَضْحَكُ..
أضْحَكُ من الشَّخصِ
الذى كُنتُ أَظُنُّنى إِياهُ
أضْحَكُ من كلِّ شىءٍ
اشتقتُ يوْماً إليهِ
أضْحَكُ من بُلُوغِىَ
السِّتينَ دُونَ بيتٍ
أضْحَكُ من قلقِ
تَحوُّلى إلى كمْشةٍ من تُرابٍ وليسَ هناكَ ابنٌ
أَضْحَكُ من الموتِ
دُونَ خوفٍ
أَضْحَكُ ...
أَضْحَكُ...
كرْكرْ..كرْ
كرْكرْ
كرْ
كرْ
.
احمد عبد الحميد
من يوميات سائق تكتك
***********************
***********************