منى العاصي
وإنا بماء الغياب نتماسك
فقط
لو
يتوقف هذا الصرير الذي يصدره خشب قلبي
كلما عبر بابه غيابك.
@
العالمُ في غيابك
يشبه ذلك الثقب الأسود
الذي سقطت فيه
حين
قبّلتني
@
إن لم يقتلكَ
الغياب
فسيقتلكَ
الطريق
وحدكَ
لم تعرف كيف تربي
نافذة.
@
أنا لا أعرف الكتابة سوى
عن رجلٍ اسمهُ
الغياب
كلما ناديت عليه
امتلأ قلبي بالمسافة.
@
أحسدهم من ينامون
ولا يسألون عن عدد ليال غيابك
كان يكفي
أن تلتفتَ لتصير
نظرتكَ
قبراً
@
لم أغيّر عاداتي
مذ صفقتَ باب الغياب
خلفكَ
كل شيء كما ترَكَه قلبكَ
يدي
خاصرتي
كتفي
نبيذي
أغنياتي
نباحي
ولمعة موتي.
@
أنت العلامة الفارقة لهذا الكون
وأنت دعائي المستجاب
@
ليس غيابك
هو العجز
ليس غيابك
هي شقوق المسافة تلمع كعتمة
@
الأشجار تملأ قلبي هذا المساء
إنها
تحرس غيابك
وعوائي
@
الغياب أبعد من خطوتي
ولا أرى من لمعته غير مزحة
ترفرف مثل كف الغريق
لم نقل شيئاً للنوايا الرطبة
تخنق التفاتنا
وبلا رغبة
كان الحب يعلّق ريشة على صدري
فأقول: أنا سماء
لم نقل شيئا للرصيف يمتصّنا
كأن قوساً على ظهري
استقام.
منى العاصي
لوزان - فلسطين
...
. من مخطوط تمرين على النباح