وجبات بمجازات مختلفة...
المصطفى المحبوب
المسألة لا علاقة لها بالسرقة
أو حلاوة صوت فيروز
أو إنفعالية مظفر النواب..
أو إيقاعات محمود درويش ..
كل ما في الأمر أني مريض
ولا سلطة لي على النوم أو الكتابة ...
نشْرُ ديوان صار أسهل من تحضير وجبة مكرونة ..
لكن الضيوف يحبون
وجبات بمجازات مختلفة ،وجبات لا تتعب القلب ..
مازلت أتذكر معلمي الذي يجلس طويلا
بالقرب من النافذة ، يعاقب كل من تكلم عن الشعر
كل من لم يحضر موادا لشفط روائحنا الكريهة
كل من لم يحضر قطعة خبز مليئة بالبطاطس والزيتون
..
تذكرت أيضا حكاياته عن براعته في إغراء النساء
وكتاباته الغزلية..
الأغرب ابتسامته وهو يتحدث عن سخافة درس الأدب
....
مازلت أنتظر من يعلمني القراءة والشغب والأدب..
لا أهتم بما سيقوله الناس عني ،
رغم سني مازالت متحمسا لأهرب من قسوة الكُتاب ،
لأرمي حنجرتي القديمة وأستبدلها بأخرى قادرة على
الصراخ والهمس ..
هناك شعراء ينامون فقط داخل كتاباتهم
لا يهتمون بدفء صالات القراءة وكراسي دور النشر
وابتسامة المسؤولين عن صفحات الإبداع..
سأتجنب كل هذا وسأعلن أني
لا أجيد التعليقات وعبارات التحية الشكر ..
لا أستطيع القيام بأي شيء..
سأترك القليل من الماء لعشاء الليلة القادمة
حتى أجازي معدتي وأمعائي التي تعودت الخسارة
والفقر ..
المصطفى المحبوب
المغرب ...
