حامد حبيب
الثقافةُ....وطفلُ القرية
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛()؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛()؛؛؛؛؛؛؛؛
إنَّ ثقافةَ
طفلُ القريةِ مُستمدّة
من بيئتِه التى يعيش فيها،والأشخاص الذين يتعاملون معه
مباشرة
كالمُعلّمين ومشرفى أندية
الشباب (إن وُجِد) ، إلى جانب الوسائل
غير المباشرة ،
كوسائل الاتصال والتليفزيون .
وفى تقديرنا أنَّ الكِتاب هو
من الوسائل الأساسية
للمعرفة، والمؤثّر الأساسى فى الثقافة للكبار والصِّغار
والكتابُ الوحيدُ الذى_من المؤكَّد
أنّه يصلُ إليه هو
الكتابُ المدرسى فقط ،وهو كتابٌ
مُنفِّر لا يساعده على
القراءة ولايجذبه إليه ، ويظلّ زاهداً فيه بقيّة العمر ، مجرّد
أن تنتهى السنةُ
الدراسية ، لاينتظر حتى ظهور
النتيجة ، ويهرول به إلى بائع الروبابيكيا
ليتخلّص منه فوراً . لأنّه
لو كان كتاباً
مرغوباً فيه لصنع مكتباً تحتويه وحافظ عليه.
وطفلُ القريةِ _أيضاً_قلّما
يُقبلُ على القراءة الحُرّة،
وإن رغبَ فى
القراءة خارج الكُتب المدرسية، لن
تُسعفهُ المكتبة فى ذلك ، فما
من مكتباتٍ عامّة فى قُرانا ،وليس أمامه إلاّ المكتبة
المدرسية ، وليس هناك
من وقتٍ يكفيه
لإشباع رغباته ، كما
أنه بعيد عن المدرسة لشهورٍ فى أجازة آخر العام ، ومنتصف العام ، وفى ظروفٍ
مثل جائحة كورونا
، وإغلاق المدارس ، كيف
يتسنّى له ذلك ؟ ناهيك
عن أنّ المدرّس فى
مدرسته ، أو مُشرفاً على المكتبة ،
هو ذاتُه غيرُ مُتحمّس
للقراءة ، وإذا أخذتهُ
الحماسة
تُلاحقُه الإدارةُ التعليمية بالضغوط المتواصلة حول
المُقرّراتِ والمناهج والامتحانات
،فتُحيلُ بينه وبين
ممارستها ، وربّما يُعاقَب على خروجِه عن المُقرّر، لأن
ذلك خروجٌ على النّصّ.
فتلك الكتب التى تُمد طفل القرية بما يحتاجُه غائبةً
عنه ، حتى مكتبات المساجد ، فهى"عُهدة" يخشى
موظّفو المساجد أن تُمَسَّ ، ويغلقونها بالأقفال، كما أن الموظّفين
فيها لن يقبلوا المكوث فى المسجد
لأجل هذا الكلام الفارغ (من وجهة نظرهم)
، حتى
المصاحف فى المكتبة
غير متاحة إلا
فى شهر رمضان قُبيل الصلوات، وقد
ذكّرنى ذلك يقول(بيرم)
والمصاحف فى المتاحف
حطّيناها
منها فُرجة ومنها ذكرى
ومنه زينة
بالرغم من أن
مكتبة المسجد يجب أن تقوم بهذا الدور التثقيفى فى غياب
المكتبات.
ولا نستطيع الاعتماد على البيت،أو نتوقّع منه الكثير
فى مجال التقريب بين
الطفل والكتاب ، اللهم فى
حالات نادرة ، إذا
كان الأب أو الأسرة من
أولئك المثقفين الذين لديهم مكتبة تروى نهَم طفلها.
كما أن طفل القرية قلّما أن يجدَ
نفسَه فى الأعمال
التى يقرأها ، إذ هى تدور حول
موضوعاتٍ لاتتّصلُ
بحياتِه وواقعه ومشكلاته.
وقلّما تصلُ إليه صحيفة أو مجلّة. ولو بحثتَ ستجد
الأغلبية منهم لم تقرأ
مجلّةً ولاصحيفة ، رغم أن المجلّةَ وسيلةٌ
رائعةٌ للتثقيف ، خاصّة أن موادها متنوّعة ، وتحتوى على رسومٍ وصوَر وألوان
زاهية
وهو مايشتهيه الطفلُ ويرغبُ فيه.
*فمتى نهتمّ بطفل القريةِ المحروم من تلك الوجبات
الثقافية التى تؤهّله أن يكون أحدَ رجالاتِ المستقبل
ونحن نعرفُ أنَّ الريفَ هو من صدّر للمجتمع المصرى
رجالاّ برعوا وتفوّقوا وكانوا علاماتٍ بارزة فى حياتنا
الثقافية والعلمية والأدبية.
# الطفلُ هو المستقبل
__________________
حامد حبيب_ مصر