نبيل عودة
مهمة إنسانية لمحمد أبو هزاع هواش
من الأدب الساخر: نبيل
عودة
وصلت مجموعة رجال
بقيادة رجل المهمات الخاصة محمد أبو هزاع هواش، إلى الصين بمهمة إنسانية عظيمة
لتحسين نسل قطيع البقر الصيني، الذي يعاني خلل وظيفي في النمو الطبيعي.
منذ حطت قدماه على ارض
المطار لاحظ هواش أن الصينيات يتمتعن بجمال نادر وجاذبية لا تقاوم. اتصل فورا
بالمركز البيطري الذي أوفده مستفسرا إذا كان بالإمكان استبدال المهمة بتكليفهم
بتحسين نسل الصينيات بدل نسل البقر؟
كان الجواب قاطعا ان
الاتفاق بين الدولتين واضح ومحدد وقد انتدب من وزارة الزراعة في الوطن لتنفيذ مهمة
بيطرية فريدة من نوعها وعليه الالتزام بالمهمة.
مضى أسبوعان واقترب
موعد انتهاء المهمة البيطرية مع البقر الصيني، بقيت لهم ليلة واحدة في إسطبلات
البقر، قرر هواش في سره ان يستغل انشغال الزملاء ويهرب من مهمته تلك الليلة الى
معاشرة صينية حسناء بدل بقرة ضخمة.
انتهز انشغال زملائه
بمهامهم، وهرب من الإسطبل.
كان حظه جيدا، فما ان
اطل على البلدة المجاورة حتى شاهد عشرات الصبايا الصينيات الجميلات. ارتفعت
معنوياته وثارت شهوته للبدء فورا بالانصهار مع صينية حسناء.
لوح هواش بعشرة دولارات
لأنه يجهل اللغة الصينية والبقر يمكن جماعه بدون لغة وبدون دولارات، لكن الصينيات
لغتهم صعبة وهو مفكر وذكي فهم ان الدولار في بلاد الصينيين يصنع العجائب.
فورا تجمعت الصينيات
حوله.. تأملهن واختار من رآها الأجمل.
قضى ليلة من العمر..
استيقظ صباحا وهو يشعر بألم شديد بين ساقيه. نظر الى نفسه وهاله ما رأي من الوان
صفراء وحمراء وزرقاء وحكة قوية ..
فورا مع وصول الطائرة
عائدا من الصين، توجه إلى عيادة طبيب.
شرح للطبيب انه كان في
مهمة رسمية في الصين لتحسين نسل البقر، لكنه في اليوم الأخير كرس جهده لتحسين نسل
صينية جميلة، بل ساحرة.
قال الطبيب ان وضعه
بالغ الصعوبة ولا بد من إجراء عملية قطع وسيلة تحسين النسل لأنها باتت تشكل خطرا
على حياته اذا استفحل المرض الذي نقلته له الصينية.
صرخ بقوة انه يرفض
عملية القطع، فهو رجل في مقتبل العمر ويريد ان يتمتع بالنساء ولا يمكن ان يقبل
عملية استئصال رجولته.
خرج من عيادة الطبيب
بشعور اليأس والخوف الشديد، استفسر لدى عشرات الأطباء عن وسيلة علاج غير
الاستئصال. كان رأي الجميع ان لا حل آخر هناك.
كاد يصل إلى حد
الانتحار، لكن الطبيب الأخير قال له انه يوجد في المدينة القريبة صيني يعالج
بالطريقة الصينية، لعله يملك حلا لمشكلتك.
فورا ركب هواش دابته
وانطلق إلى المدينة القريبة وسرعان ما وصل عيادة المعالج الصيني.
فحصه المعالج الصيني،
قال له هواش ان رأي الأطباء كان إجراء عملية قطع .. وهو يرفض ذلك لأنه ما زال يحب
الحياة ومعاشرة النساء، والقطع قد يفقده وظيفته في وزارة الزراعة قسم البيطرة، حيث
يوفد إلى مختلف الأقطار لتحسين نسل البقر.
قال له المعالج الصيني:
لا ضرورة للقطع، أطباؤك لا يعرفون شيئًا عن تطور هذا المرض.
قال هواش للتأكد: حقا،
لا ضرورة للقطع؟ كم انا سعيد !!
وبدأ يرقص في العيادة
.. شاعرا ان جبلا قد نزل عن كتفيه. لكن المعالج الصيني لم يفهم سعادة هواش، قال
له:
- عزيزي هواش، انت لم
تفهمني جيدا، لا ضرورة لعملية قطع، لأن هذا المرض الذي أصابك من الفتاة الصينية لا
يستحق تعذيبك بإجراء عملية قطع، انتظر عدة أيام أخرى وسترى انه سيسقط لوحده بلا
عملية!!