زيارة إلى مدن الأموات
أفين حمو
زيارة إلى مدن الأموات
كنت دوما محبا للبشر على نحو حقيقي
اتجنب المناقشة مع أصدقائي
لأنني استوعب نظريتي وغير متعلق باتباع نصائح
الآخرين
على غير العادة وطواعية كأنه هبط علي ملاك طيب
من السماء أو شيطان طيب
سألت بمزاح أين تذهب أرواح الأموات وماذا يفعلون
؟!
تجنب أغلب الأصدقاء الرد وكأن سؤالي موبؤء
بفايروس أو بقمل
جلست منفرج الساقين على اريكتي وبدأت اجاوب
بتعقل
الصغار من الأموات قد يحبون على أربعة قوائم
كالكلاب أو القطط
ربما أرواحهم كانت مرتعدة للوهلة الأولى ثم
سرعان ما تأقلمت وبدأت تشاكس كطفل ابله يقفز في الوحل السماوي
يأكل من طعام الآلهة من الفستق والجوز والمرطبات
يجذب السحب السماوية يزينها ثم يتناولها كغزل
للبنات
اما الميت الذي توفي وهو يكدح في العمل
فأن ملاك الرحمة مهتم به وبراحته المقدسة
يفجر له نهرا من الشمبانيا تصحبها سيمفونية
معزوفة بصوت خافت
في جو معطر وهو يتمدد على بساط من الأزهار
البديعة
يدخن سيجارا على مهل يتأمل الأشكال الصغيرة
المتحركة البديعة التي يكونها الله من دخان
سيجارته بعيون خضر ساحرة
اما الذين استشهدوا برصاصات طائشة فهم مخلوقات
ساحرة جميلة تضحك في جنون
والمسبب لقتله يدين له بكل هذه السعادة بينما هو
يعاني من الألم الدائم الذي سيكون من الممتع أن أطلاق تلك الرصاصات الطائشة تستدير
إليه كجزء من عبقرية عقابه
اما الذين ماتوا على سرائرهم أو أسرة مشافي
فيجلسون على طاولة مستديرة بحقائبهم ومعاطفهم
وتظهر على ملامحهم البراءة التي خلقهم الله بها
اول خلقهم
ينتظرون ملائكة باجنحة مجنحة لترافقهم في
تجوالهم للمدينة الإلهية
للتعرف على معالمها والتنزه في حدائقها
مروحين عن أنفسهم تعب حياة الأرض وعيونهم
مقترنة بنظرات الجمال والسحر
مفرغين حقائبهم في قصور مشيدة بالسندس والمرمر
أرواحهم ساكنة هادئة في سعادة وشغف بلا نهاية
اما عن الذين فارقوا الحياة حرقا
فيبدون كهياكل عظمية عتيقة
أو مثل حبات الكستناء السوداء
أو كخنازير تلطخت بالوحل الأسود
ينطلقون مرتعدين ككلاب داهمتها الفجيعة
يتقافزون فاقدين حاسة الشم من انوفهم المدببة
دون بطاقات أو شهادات تعريف
تسمح لهم الشياطين الفقيرة البائسة بوجبة حساء
من عظام كلاب نافقة
على أن يقدموا لهم وصلة قفز ورقص بأسفل مؤاخرتهم
وجمهور الشياطين تصفق لهم في استهزاء وهم يرددون
كأغنية جهنمية
أيها الدنيون اللصوص
أعيدوا سحر وهج جهنمنا
بعروضكم المقززة
وعيشوا في ربوعها دون أن يختلط عليكم الشك
بالفخر
أنكم أزهار الشر وغلمانه
انفرجت ضحكات طويلة ومتواصلة من أصدقائي
اعتبرني
بعضهم مجنونا وأهذي
والبعض الآخر اني سكير أحمق وبدأت علامات الخرف
والكفر تظهر على محياي
ابتسمت وانا أنطق
ما الضير من التخيل
طالما كنت أحبو على أربعة قوائم في مرحلة ما من
حياتي
وفكرت لأكثر من مرة أن افجر راسي بمسدس حتى لو
كان فارغاً من رصاصاته
لم اقدم
في يوم من الأيام بافراغ حقيبة سفري منذ أن نشبت الحرب في بلدي
معطفي على كاحلي في كل فصول السنة لأن روحي زهرة
متجمدة محاطة بالصقيع من كل الجهات
أجوب
البلدان والمدن بحثا عن مستقر آمن بهيكلي العظمي العتيق
ابحث في المطاعم الرخيصة المتطرفة في النواحي الفقيرة
عن وجبة حساء ساخن لا يهمني إن كان الحساء من
عظام كلاب نافقة أو حتى جرذان ميتة .
وسرعان ما
املأ معدتي الفارغة حتى تراودني الرغبة في الرقص أو بالجنس مع عاهرة متشردة
ك معتوه دنيوي مبتذل .
افين