افين حمو
في موسم الهجرة
تبدأ الشوارع بالاصفرار
يبدأ جسدي بالغور عميقا تحت نقطة الصفر
وجهي يتكور في الذبول
اه.. يالبؤسي الكئيب
اتخذ المرض من جسدي ورشة عمل له
يسكن فيها يمزق زينة جدرانها
لم تعد تقوى يداي على استعمال الجاروف
لإزالة الخراب
الالم ينمو ويقوى
لم يعد قلبي يضخ دما للحياة
لم أعد احتاج شجاعة سيزيف
لأزيل العبء عن كاهلي
داخل جمجمتي تعزف الالحان الجنائزية
روحي تغرق رويدا رويدا
في العزلة العميقة
اااه يا إلهي
أيها العظيم
وقفت طويلا أمام بابك
لم يكن مبتغاي سوى أن انشد السلام والراحة
أن أتأمل نفسي بمرآتك
أرى نفسي بعينيك
اعانق نفسي بذراعيك
أحب بقلبك
بعيدا عن الحب المرافق لأنين صاخب وحشي
أدخل بيوتك الحميمة كصرصار ضعيف
يستمتع بالغوص في رحمتك مع حفظ أسرار مملكتك السماوية الخضراء
برائحة اريجها العذب
تمسح بيدك الرحيمة على جسدي ووجهي
فتزيح خطوط الغموض والهزيمة
توحد بين قلبي وبياض الثلج
بصمت ابدي أحب دون بكاء
ان تزيل عن عيني الواسعتين ذاك
الهول
ان تجعل عيني المكسورتين تريان كل شي جميل مبهر
أعيش في هذا الكون الواسع دون آسف
على اليوم وغد أو بعد غد
افين
