أيمن معروف
في الثّمانينَ،
منْ عمرِهِ، أو يكادُ.
وفي بوحِ عينَيْهِ ذَوْبُ حنانٍ
وشيءٌ منَ الخوفِ
؛
تحفظُ،
شمسُ الجبالِ تواقيعَ عاداتِهِ،
جيّداً.
؛
قبلَ،
جَهْجَهَةِ الفجرِ
يمضي إلى ما تشاءُ
الدّروبُ.
؛
يمرُّ،
على كلِّ بيتٍ
ويأخذُ مُتَّكَأً ها هنا
أو هنالكَ.
؛
يأكلُ،
يشربُ،
ثُمَّ يّلملمُ أشياءَهُ في المكانِ
ويذهبُ.
؛
تلكَ سجيَّتُهُ.
؛
لم يُسافر إلى أيِّ أرضٍ
ولم يبنِ بيتاً لهُ مثل كلِّ البيوتِ
ولم يتزوّجْ
؛
كما الطّيرُ،
عاشَ تماماً كما يشتهي.
؛
يتنقَّلُ،
في دِعَةِ المتخَيَّلِ.
؛
يعرفُ،
تلكَ الخَبايا وما كانَ
طَيٍَّ الحَكايا وطَيَّ النّوايا وما
سوفَ يحدثُ.
؛
يحكي،
عنِ الحربِ أيّامَ
خدمتِهِ في العراقِ.
؛
عنِ النّاسِ..
والحاجةِ المستمرّةِ
للحبِّ.
؛
يطلبُ،
منْ عابرٍ زائرٍ
ما يَقيهِ منَ الحرِّ والقَرِّ
منْ سترةٍ، أو حذاءٍ
؛
قضى،
جُلَّ أعوامِهِ في البراري
معَ الماعزِ الجبليّ.
؛
ومنْ فجرِ أقوالِهِ،
كي تعيشَ تمسَّكْ بفَرطِ الجنونِ،
فإنَّ الجنونَ هو العقلُ.
؛
هكذا،
؛
مِنْ
أَمَاراتِهِ قُوَّةُ الحدسِ
يعرفُ ما جاءَ في النّاسِ منْ
لَكْنَةِ الصّوتِ.
؛
أمسِ،
مررتُ على وكْنِهِ،
في الجبالِ البعيدةِ في
بسطُوَيرَ.
؛
تبسَّمَ.
؛
في بوحِ
عينَيْهِ، فيضُ بكاءٍ وذَوبُ
حنانٍ يُنادي،: أحبّكَ يا ابنَ أخي.
•••