جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
محمود طارقينصوص

أحيانا أدخل مكتبة عموميّة

 

محمود طارقي

🌹🌹

أحيانا أدخل مكتبة عموميّة



لأتفقّد أصدقائي الكتّاب

وأقرأ الفاتحة على أرواحهم...

وفي الحقيقة لم أجد فرقا بين المكتبات والمعابد والكنائس والمساجد

إلاّ في درجة الإضاءة

وأنا أتجوّل داخلها بقلبي المظلم...

ومن الكتب المرصّفة بعناية

اخترت كتابا بشكل فوضويّ

وفتحته على صفحة لم أنتبه إلى رقمها...

وخلف مكتب الاستقبال تجلس موظّفة

ترمقني بنظراتها الغريبة المعتادة

كلّما زرتها بعد غياب طويل...

أنا وهي يجمعنا شيء واحد:

"أنا وهي نكره الكتب"

كانت تعيسة ككلّ الموظّفات

ومثلما يتكدّس الغبار على الأوراق فتصفرّ ببطء وتنبعث منها رائحة القِدم،

يتكدّس الوقت على وجهها فتهرم ببطء وتنبعث منها رائحة الموت...

الأمر غريب جدّا،

فكلّ هذه الكتب المرصّفة جُعلت لأمر واحد:

"لتجلس وسطها موظّفة تنتظر منتصف النّهار لتعود إلى بيتها"

وعلى الأقلّ

هي لها نهار ينتصف،

وأمّا أصدقائي الكتّاب فلا ينتصف نهارهم أو ليلهم

فهم ميّتون

ولا أظنّ أنّهم يستحقّون حتّى الفاتحة...

وأمّا أنا

فكلّ ما أردته منذ البداية

هو أن أفتح كتابا

لأتأمّل الموظّفة التّعيسة خارجه.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *