جنان الحسن
من هنا ..
من دمشق الأخرى
من جوار بلادي
حين الهواء المنعش
يبعث روحا جديدة بين مراشف
العطشان ..
وتصنع الموجات أكاليل
من الزبد
تتوج رؤوس الخلجان ..
من شواطئ هذه البلاد
الموغلة في السحر والجمال ..
المرسومة على شفاه
التاريخ بوابة للعالمين ..
من مدينة طاعنة في
الخيال والأساطير والممالك والسلاطين والتناقضات ..
مابين أبراجها العالية
وأذرع أولاد يافعين ومسنين يجرون عربات ثقيلة محملة بما يعاد تصنيعه لسد قوت
أيامهم الشرسة ..
حيث أجنحة النوارس تلقي
أوجاع الغرباء العابرين في أمواجها
فتغسل كآبة الصخور من
أشجان الحكاية ..
من هنا
وأصوات الأطفال تتعالى
دون أن أعلم ماذا يلعبون أو ماذا يقولون ..
من نافذتي
حيث جارتنا التي لا
تحتمل أن يتعالى الضجيج ولا تجيد الحب فاعترضت على صوت فيروز العالي وهي تغني:
"بكتب اسمك يا حبيبي ع
الحور العتيق "
فكتبت أنا عوضا عنها
على صحن فنجان قهوتي
التركية ..
"اشتقتلك"