صلاح عبد العزيز
كلنا وحيد
كلنا يعيش وحدته بطرق
شتى
لا نتألم فقط
بل ونتداعى
فى صمت يشبه الضجيج
.
لن تقبل وحدتى وحدتك
إذ كيف تلتقيا
لو حدث ذلك
أظن أن حريقا هائلا فى
المجرة
.
أن تفسد ما تصنع
عادى
وان ترى أشخاصا
من روايات شتى
عادى
وان تحاور الموتى
عادى
هناك دائما آخرين
يشغلونك
عن التدخين
وهذا ليس عاديا
.
خذ كأسك وامض
وسآخذ كأسى
وأمضى
وإلى أن نلتقى علينا أن
نلبس ما يظنونه ملابس
وما يظنونه من تجمل
الظن بتلك الأشياء
يجعلنا مدركين أن الموتى أحيانا يدركون
أننا موتى أيضا
ويحتضنوننا
.
لا وحدة يا عزيزتى
عندما أتذكر
طعم الرحيل فى حلم
أو
طعم الهواء بمفترق
بين الموت والحياة
وإذا انقطع خيط العمر
لحظة ذلك
يعنى أن فى الإمكان أن
أرى يوما آخر
دون تعب
ودون أى إحساس بالذنوب
وهى آتية من شقة
الجيران
أو
شارع مررت به دون أن
أجرح صديقا
بالسلام
.
فى اللحظة العابرة تلك
يتكون ما نسميه
علاقة
أو
ولوجا
أو
ما يجعل الشعراء
يحذرونه
ثم يقعون فيه وهو الحب
ربما
على صواب من يحدّث
الشجر
ولا يلتفت
.
لا ذنب جميل
ولا ذنب قبيح
كل الذنوب سواسية
تجعلنا منهكين
فى حرب أبشع ما فيها
النهاية
عندما نفارق السرير
وأظل أسيرا ، لما فعلنا
ما فعلنا ؟!
ثم أدركنا أخيرا لذة
وجود منتصر ومهزوم
.
لو تقابلنا قبل ذلك
لكانت الحياة أسوأ
كما بعد ذلك
أن تضفى شعورك على
الجمادات
لأمر مخز تماما
يلزمك أحيانا أن تخلع
شجرة
وتسير فى ظلها
إلى أن تجف
.
صلاح عبد العزيز
🇪🇬🇪🇬🇪🇬