جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

نجلاء مجدي

                   "خريف 86"

أغتسلُ من حاضري

بتسلقُ قِطارٍ في رأسي

يجُرني من ألم مزمن إلى ألم حاد

يأخذني إلى ذلك الخريف الأصفر

حيث كانت تعلو أصوات شرائط الكاسيت في المحلات التجارية

وفي حوزة المراهقين شرائط الڤديو للأفلام الممنوعة من العرض

وفي الأسواق

تتغنج الصغيرات بعناقيد الفل على صدورهن

والفلاحات تقضين طلباتهن بمقايضة صفائح الغلال

وأقراص السمن البلدى.

وفي أذني

صوت زغاريدهن حين يودعن مواسم الحصاد

يوم 26 ديسمبر

دخلت الدنيا من أوسع أبوابها

كانوا يؤهلونني أن أرث اسم جدتي

وكأنهم يبحثون في نفسي عن ثقب

يمررون عبره المعاناة لتنضج على كامل راحتها

حتى انتصر حظي بفساد الأمر عليهم

لم أذكر قبلة طُبعت على وجنتي ذات مرة

ولا حضنًا خدرني لدقائق

كانوا يوقظونني

قبل أن تنهض الفراشات من على أطراف الحشائش

لأواجه طلقات الرعد

التي تهز هدوء السماء إثر ذهابي إلى المدرسة

كنتُ كأي طفل أعظم انتكاساته

افتقاره لحلواه المفضلة

وحزنه لتلف لعبته

كانت انتكاسات فادحة

تفوق نكبة زلزال 1992

وعدوى البلهارسيا

وارتفاع أسعار اللحم إلى 9 جنيهات

وحوداث الإرهاب آنذاك

حين فككت ضفيرتي أدركت أن الحياة عملة لها وجهين

وحياتي ذات وجه واحد دميم

يتوعدني بالعقاب إن سرقت ضحكة تزحلقت جانبي

كأن لي نصف حصة من الحياة فقط.

وكعادتى

زائرة ثقيلة على الشوارع

التي حفظت انكساراتي عن ظهر قلب

أصنع من اليأس شِعرا في مخيلتي

وأتحرك بمفردي دون حلمي

الذي لم يعد بطلا لتحريك أحداث حياتى

في أذني" الهاندفيري"

استمع إلى الأغاني العصرية التي تنكأ جروحي القديمة

كشخص يرغب بالتخلص من الزوائد اللحمية في جسده

وفي جوفي علكة مُرة أمضغها بقسوة

كأنني أفرم مرارة الماضي الزاحف على حاضري

لا تتهموني بالحماقة ....

لكني أمرر أصابعي بين الشوك

لعلني أفتح مسام زهرتي التي ذبلت طوال هذه السنوات.

__

#نجلاء_مجدي

#مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *