عبد الرزاق الصغير
لم أستطع اليوم كتابة شيء
حتى ولو نقطة كخالة
على خدك الأيسر
أحس كل شيء سور الحجارة
الأشجار المنعكسة في برك النوء
أو بلور البيت المهجور
الوحدة
تأنيب الضمير
عيونك فارغة
قلبي كمستودع فارغ
من يأبه لثقب عتيق في جذع شجرة قديمة
في ممرات مزدحمة
من يأبه لعزوج تسحب عدة عروق نعناع من أفريز نافذة
مجهولة
لمزجها في شاي العشية
كل شيء ليس كما عهدته أحس نفسي أمثل دورا سامجا في
مسرحية تافهة كل
أبطالها يمسكون
أقنعة على وجوه ليست وجوههم
لاأستطيع مسك يد قصيدة في حديقة
كإمرأة شعرها ليس
حريري
أحمر نحاسي
يفيض من قلبي
###
قميصي مبقع
بيتنا لا بهو فيه تغشاه الحلكة
بيتنا لا جنية
فيه شعرها طويل ساطع كأشعة الشمس
تعاشر أجدادي
بيتنا ليس فيه
صالة يرمح فيها الخيل على حائطها القبلي صورة كبيرة جدا لرجال معقوفي الشوارب
برانيسهم سود
وبيض
يكرهون دلال
وعنج النساء
على العتبات
بيتنا صغيرا جدا
في رواقه مرآة
صغيرة بيضاوية
أقرأ فيها
ملامحي
كل ما أدخل
أو أخرج
رغم أني لم
ألتفت
اليوم وأقبلك
قميصي مبقع
###
القصيدة امرأة
تتمخط
تبكي
تهمل ذراري أحلامها
طاولة زينتها
ترتيب خزانتها
زريعة شرفتها
تغني
وهي تمضغ لحم جيرانها
تتكىء خفية
تحت أشعة الشمس على ذراع معبودها
تستأذنه لحظة
لا
بيت ماء في الحديقة
تمشي نائمة
تبيع وتشتري
تحسب في ساعتها أزمنة غيرها
تتمخط
مهملة حياتها ...............
عبد الرزاق الصغير
الجزائر
