حيدر غراس
لا أنصحُ بقراءةِ النصِّ بعد الساعةِ الواحدة ِ
حين جاء النصُّ يركضُ حافياً على
قدميه، كنتُ مشغولاً
بعدِّ حبّاتِ البُنِّ المتساقطةِ من شفتِك الصغيرة
مشتغلاً
بمواءِ القططِ قرب جمرِ مواقدَ (البن المريرة)
متشاغلاً:
عن رنينِ الهاتف كلّما قرصني ب(
ياشتوني أضحك وانا بين احبس الدمعة) *
أصابعي الزرقاءُ
لا شأنَ لها بالبردِ، بلون النهرِ،
السماءُ ماعادت تحبَلُ بالبردِ
لعلّها لطخاتُ الحبرِ
كلّما هممتُ أن أَصُّبَ ركوةَ (البُنّ المريرة)
أو...
لعلّها دوزنةٌ تأبى الأكتمالَ
دورةُ أفلاكٍ في أباريقَ فِضةِ الكلامِ
يا تُرى أين ذيّاك الشهيقِ
بين اضطرامِ النّارِ
وطعمِ البُنّ في شفتيكِ؟
أكنتُ أتّكيءُ على أعوادِ القاتِ
امتناناً للرمادِ؟
إياكَ عضّ أصابعي، أكلَ اللّساعُ فروةَ وشاياتها للجمرِِ
الجمرُ يلسعُ فناجينَ الخيامِ
تخلَّتْ عن دسومتِها خيامُ اللقاءِ
الشتاءُ ليس معطفنا المفضل
بدليلِ نرطنُ الوهمَ أحبولةً
سمراءَ
ليس صدقاً اعتزالي الكتابةَ
كاذبةٌ وعودُ الشعراءِ
حبةُ البنِّ التي تركتُها تسقطُ كتفاحةِ حواء الأخيرة
تشظتْ رهطَ ملائكةٍ وأنبياء
من أين للبنِّ كلُّ هذا الثراءِ
لعلّها آلهةً أنجبتْ توّاً أرانباً
تحت تنورتِك القصيرةِ؟
. غراس
* اغنية يمينة شهيرة.