الشاعر علي حورية.
ما يُشبه الشاعر في حالة الخلق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكان عليَّ ارتكابُ رُؤايَ السّخيةِ
في غفوةٍ فَطِنةْ !!!
أكان عليَّ
بأن أتخَلَّص من عِبْئِيَ البدنيِّ الثقيلِ
وأن أَتحوّل نصًّا رجيمًا
يُفكِّر في حبكة
تَسْرِقُ الجسد الآدميَّ من الآدميِّ
فوجهيَ زيرُ ظِلالٍ
قضَتْ نحْبها
بين أحضانِهِ الصعلكةْ
أكان عليَّ
بأن أتبدّدَ ظِلًّا كَسيحًا
وأَفقد مادِّيّة الكَدرِ الأُخرويِّ
وأنْهل من حالكٍ مُنْهكٍ
دَنَس المَلْمَحِ الفارِّ
أو أستحيل لِدنٍّ
تُخمَّر في جوفه الهرطقةْ
سأخلَعُ ما يَستُر الرُّوح عن ناظريَّ
وأترُكُها هكذا.........
لاحتفاء الحجارةِ و العشبِ
يمتصُّها لازبي
بعد صومٍ رهيبٍ
كوحشٍ نباتيٍّ
يمتصُّها كلحاءٍ
لتنمُوَ أسمائُها خِلسةً
تحت رائحةٍ لاذعةْ
أكان عليَّ بأن أستفزَّ دمائي
ببضعِ جُنودٍ تَنَاهى لمسمعِهم وقعُهم حين ولّوا عن الزحف
حين كانت جريرتُهم مدفعًا حالمًا
والمدى في تصوُّرهم ثَكَنَه!!!
دمي كرنفالٌ من الثرثرةْ
دمي غبشٌ مثخنٌ بالوضوحِ
تَمادتْ به هيْبةُ الوقعِ
فانحلَّ يُضمرهُ لهبٌ فاسقٌ
يصْطَليهِ
يُعلّمُهُ كيف يَهوى ويُغوي نساءَ الفُصول
ِ وكيف يُقبِّلُ ذاك الفَم الخالِد الصبَّ
كيف يُضاجع غمغمةً ناهدًا
ويَصيرُ للونٍ ثريٍّ
إذا بَهَتَتْ صفةُ الأصلِ
واندلقت في تفاصيله الشابَّةْ
أكان عليَّ بأن أستحمَّ
بنهر من الصندل الحارِّ
كي يَغزُوَ الجنُّ قريتنا النائمةْ
تَنزّهَ وجهي عن الطّين
حين خُلقتُ فَبُثَّ بقالبه
قلقٌ فاسدٌ
وهروبٌ
ودِمجانةٌ من فضولٍ شهيٍّ
وصوت شبيهٌ برفرفة الأجنحةْ
بِكليّتي كُنت مُنصَرِفًا في الهُطول
ِ كماءٍ كسولٍ
أُجرّدُ كُلَّ الوُجوهِ التي امتعظَتْ من وجودي
كماءٍ كسولٍ
أُراقبُ عن كثبٍ حمأةَ المُعجزةْ
وأَرقُنُ ثوب صلاة
تُكفّر عن سمْعيَ الشاذِّ دَهر استراقٍ
فروحي مُشعوذة تائبةْ
وفي صدري الشيخ آثارُ رجمةْ
أَرقن
ما يشبه الشاعر الصبّ في حالة الخلقِ
كي يَبلُغ الغيبُ قمّته فيَّ
حتى يَجنَّ البياضُ المليئُ بسرٍّ جرئٍ
كقط يموءُ على السطح
يَرقص في حالةٍ خارجهْ
به ظمأٌ حانقٌ للخلود
تغشّاهُ
أثخنه بخِضم شتات
وصحوٍ نما خارج الوعي
وامرأة من هبوبٍ عنيفٍ
فحال لمحض تفشيٍ يدوخ ويهوي
كنبعٍ تُناشد دَلْوَ لُهاث
كراقصةٍ مرهقةْ
وراح يُحدّثُ عرّافة غير مرئيَّةٍ
عن نُبوءات جدّي
عن الغيهب الخارجيِّ
وعن لُغة أحدثتها تراكيبُ وجهي
حتى إذا كَشَف الغيبُ عن رافديه
أعادتنيَ الآن
للحظة الحاضرةْ