فتحي مهذب
هبني قوتك الخارقة يا إلهي.
هبني قوتك الخارقة يا إلهي
لأطرد الشيخوخة من كهف الجسد
لأزجر ثيران الهواجس بعصاي
أستدرج الموت المختبىء تحت جلدي المغضن
هبني سيفك يا إلهي
لأقطع مثانة اللاشيء
فأنا أسد عجوز متداع
يحفر الفراغ ضريحه بنيوبه البارزة
تهاجمه ضباع العادة السرية
يهاجمه زهاء ستين مترا من الجنون الخالص.
هبني روحك الفذة
روحك المبثوثة في أوساع الغمر
وأقاليم النور
في العناصر الأثيرة
لأقاوم العتمة المتفشية في تضاعيفي
لأقاوم مدرعات الزمان والمكان
وجنازير الطبيعة البشرية
هبني عيونك العميقة يا إلهي
لأرى نهاية العالم
سقوط التراجيديات الكبرى
أتملى الحقيقة في ثوبها الفلسفي
أهتك مساتير الجسد
هبني جنودك الأشاوس
لأقاتل خوارج متناقضاتي
الناس الذين خذلوني في المبغى
ملأوا فمي بالقش والضباب
وحياتي بالصدأ والحصرم والغيوم
داسوا مؤخرة صوتي بجزماتهم
هبني قلمك الباهر
لأدبج مقولتي الشهيرة
**الإنسان شر محض**
الوجود غير جدير بتصفيق جماعي
هبني خاتمك السحري يا إلهي
كرسيك الأبدي
لأجلس مفتونا بجلالة عرشي
أحيي جميع الأموات بإشارة واحدة
ولجبر خواطرهم
أهديهم عربات ليموزين
وملابس من القز الفاخر
أموالا لا تحصى لارتياد صالونات الشاي
والحانات المكيفة
هبني يا إلهي
دراجتك الصيفية
لأجوب المرتفعات الوعرة
وأصطاد نساء مطلقات من الجنة
أنا قلق للغاية
مستاء جدا من سخرية الليل والنهار
من مطر التوابيت في عز الشتاء
من طلاسم النوم المكرور
من كثافة الميتافيزيق اليومي
من فهارس الطبيعة المطولة
هبني يا إلاهي نظارتك الجميلة
لأرى فظائع الحروب القادمة
هبني شرايينك أيها الرعد
لأزعج مخلوقات الفراغ
هبني روحك أيها المطر
لأسافر في الأغوار والجذور
وأفجر الجواهر الخبيئة
هبني مسدسك أيها النسيان
لأفتح النار باتجاه ذكرياتي البائسة.
هبني حنجرتك أيها الذئب
لأنادي أسلافي النائمين
لأغني مقلوبا على رأسي
لإيقاظ سكان المستقبل
القمر الذي يقترب من برج الكنيسة.
الفراشة المندسة في عروق الكلمات
الشجر المليء بالفطنة والعذوبة.
هبني مزمارك أيها الراعي
النهار في حاجة إلى الرقص
العميان في حاجة إلى قوارب المخيلة
المسلمات في حاجة إلى فأس
الجنازة في حاجة إلى الضحك
القبار في حاجة إلى قائمتي كنغر
والآخرون في حاجة إلى انتحار جماعي.
الأرض في حاجة إلى ممحاة.