إبراهيم شبل
بريق عينيكي
في أول خطواتي لي نحو الحب إنطلق قلبي يسابق عشق الطيور
على الأفنان ويغرد كما يغرد الكروان بل يتمايل كورود الأغصان التي تباهي
جمال الكون تحلم بيوم تأتي إليها أسراب النحل محملة بحبوب اللقاح وكأنها تطلب ودها
ليوم الزفاف هكذا كان قلبي الحالم بعيون تخطفه من أول نظره فهو مازال في طور
تكوينه للحب وهو متلهف لهذه اللحظه وفعلا هذا حدث وأنا ابن سبعةعشر متأثرا بأغاني
الرومانسيه لكل من العندليب وفريد وفوزي والست أم كلثوم وأفلام رد قلبي والوساد
الخالية وأنت حبيبي ونهر الحب ويوم من عمري وحسن ونعيمه
كل هذه الأفلام وأكثر قد شكلت وجدان جيلي فتأثر بالرومانسية بشكل كبير فقدر
الحب والمحبوبة فكان الحب في هذه الفترة أشباع وإحتياج وليس لتسلية مثل هذه الأيام
لأننا تركنا وجدان أولادنا لمؤثر خارجي عن عاداتنا وتقاليدنا الشرقيه
لقد قام الفيس بوك وتويتر وغيرها من وسائل الإتصالات ومايسمى بالإنترنت
بغرس ثقافة جديدة بأولادنا أسمها التقليد الأعمى فأصبح هناك مفهوم أخر للحب أسمه
المصالحة فلم يعد هناك الحب العذري الذي يجتاح مشاعر المحب ويزيد البريق بعين
المحبوبة ولم يعد موجود
قيس وليلى وايضا عنتر وعبلة وجميل وبثينه ولاحتى قصص العشق بالفن الشعبي
مثل حسن ونعيمه
أدهم الشرقاوي وست الدار وكأننا قد خلعنا جلدنا مثل الثعابين فأصبح الحب
سلعة الغرض منها الوصول تحقيق هدف غير شريف لأنه قد مات فينا الضمير وتحجر القلب
من مشاعر
فذبلت عيون الصبيه وغاب عنها البريق الذي يخطف قلب المحب
الذي يروي زهرته فتصبح يانعة بل يزداد بريقها فترى الحب بعينها جوهرة تلمع
وتسعد هي بالحب كما أسعد بيها فأصير طيرا حالما في الدنيا العشق والأشواق ولذلك
اعمل جاهدا على ألا يخفت بريق عينيكي
يا محبوبتي.
الكاتب/ إبراهيم شبل