جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبنقد

الشعرُ و الموسيقى

 

حامد حبيب

الشعرُ و الموسيقى

                      ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

   لا يمكن بأىّ حالٍ تصوّر الشعر بلا موسيقى، فالبناء بالموسيقى  كان في مقدمة البنَى  التى  تتكوّن  منها القصيدة  عند  العرب ،  ورأى  بعض  النقاد  أن  البناء بالموسيقى يتقدّم  على البناء  بالصورة،لأنّ القصيدة إذا  فقدت  العنصر النغمى (الوزن الشعرى) تخرج من دائرة   الشعر  إلى  الفن  النثرى ،  والبناء  بالموسيقى أقرب  إلى  خصائص  الشعر العربى ،وهو يُعَد ظاهرة حضارية انطلاقاً  من مرتكزات أساسية فى الحضارة العربية التى تقدّم التجريد على التجسيد.

كما  أن هناك  جانباً  هاماً  فى  التراث  العربى  بصفة عامة،وخو أنه تراث سمعى ، ثم  إنها  لغة  تعتمد على التنغيم،زكثير من  القيَم البلاغية  تعتمد إلى حد كبير على  أساس  موسيقى،وماأكثر القصائد التى ازدهرت فى  الشعر  وكان  أساسها  الموسيقى..وقد  كان وراء ذلك طبيعة اللغة والتراث ونفسية الإنسان العربى.

والعلاقة   بين   الموسيقى  والشعر   علاقة  عضوية

فالشعر فى صياغته الفنية يتكون من  عدة تفعيلات

تمثّل وحدات موسيقية تُكسب القصيدة نغماً مؤثّراً ، وحين  تفقد  القصيدة  سحر  هذا  النغم ،ينقطع ذلك الخيط  الفنّى الدقيق  الذى  يشد  المتلقّى إلى سماع الشعر ، فالشعر نغم وإنشاد.

ومن  أجمل  ما قيل  حول  تأثير السماع والنغم على النفس البشرية،ماجاء على لسان الإمام الغزالى ، فهو يرى"أنه لاسبيل إلى استثارة خفايا القلوب إلابقوادح

 السماع...فالنغمات  الموزونة  تُخرج  مافيها ،  وتظهر محاسنها   أو مساويها   ، فلا يظهر   من  القلب  عند التحريك إلامايحويه ، كما لايرشح  الإناء  إلابما فيه،

فالسماع للقلب محَكٌّ صادقٌ ومعيارٌ ناطق".

ويؤكد الإمام  الغزالى  على  أن  العلاقة   بين   النغم والروح  هى  سرٌّ  من  أسرار  الإله ،  يعجز عن تعليله البشر..فلله  تعالى  سرٌٌ  فى مناسبة  النغمات الموزونة للأرواح".. ويؤكد  كذلك  على  أنّ "تأثير  السماع فى القلب محسوس، ومَن لم يحرِّكه السماعُ  فهو ناقص،

مائلٌ عن الإعتدال ،بعيدٌ عن الروحانية،زائدٌ فى غلظ الطبع ، وكثافتُه على الجمال والطيور ،بل على جميع البهائم،فإنها جميعاً تتأثّر بالنغمات الموزونة".

والعلاقة بين  المشاعر والأحاسيس التى تصبغ النصّ الشعرى بصبغة  الصدق الفنى وبين  موسيقاه  علاقة عضوية   تجعل   من   النَّصّ  صورة  فنّيّة متماسكة،

فالشاعر  البارع  يمكنه  استغلال الدفقات الموسيقية

 لتتناسق مع مايُعبّر عنه  من إحساس مرتجف راعش أو   نظرة   متأمّلة   مستغرقة  ،  ويستطيع.  التلوين الموسيقى أن  يلائم   بين   هذه  المواقف ، أو يجعل تجسيده  للشعور  ينطق  بواسطة  النغمة الموسيقية نفسها ، بالإضافة  إلى أن  الموسيقى فى الشعر لديها قدرة فى تجسيد الإحساس الكامن فى طبيعة العمل الشعرى   نفسه   مع   قدرة  الشاعر  على  ربط  بنائه الفكرى ببنائه الموسيقى،الأمر الذى يولّد بينهماترنيمة

 متّحدة  ليست  نتاج  النغم  الموسيقى وقدرته على التخدير الذى يجعلنا لاننتبه إلى الفكرة.

وهناك بعض الدارسين يربطون  بين عاطفة  الشاعر وبين   الوزن   الذى  يتخيّره  لموضوع  تجربته  فى قصيدته،وهذا الربط بين العاطفة والوزن  يتفق فيه

د.إبراهيم أنيس مع الغربيين،فيقول:"يربط الغربيون فى بحثهم بين وزن السعر ونبض القلب الذى  يُقدِّره الأطباء فى الإنسان السليم بعدد(٧٦مرّة)فى الدقيقة

ويرون  صلة  وثيقة  بين  نبض  القلب  ومايقوم  به الجهازالصوتى وقدرته على النطق بعدد من المقاطع،

فإذا عرفنا  أنّ بحراً  كالطويل يشتمل على(٢٨)صوتاّ مقطعياً ،أمكننا أن نتصوّر أن النطق ببيتٍ من الطويل يتم خلال  تسع  نبضات  من  نبضات القلب ، على أنّ نبضات  القلب تزيد كثيراً مع الانفعالات النفسية ،تلك التى يتعرّض لها الشاعر فى أثناء نظمه،فحالةُالشاعر

النفسية   فى   الفرح   غيرها   فى   الحزن  واليأس،

ونبضات  قلبه  حين  يتملّكه  السرور  سريعة ،ولكنها بطيئة  حين  يستولى  عليه  الهم  والجزع ،ولابد أن تغيّر  نغمة  الإنشاد  تبعاً  للحالة  النفسية ، فهى  عند الفرح  والسرور  سريعة   متلهّفة  ، وهى  فى  اليأس والحزم بطيئة،ويقول:"على أننا نستطيع أن  نقرّر أن الشاعر  فى  حالة  اليأس  والجزع  يتخيّر عادة وزناً طويلاً كثير المقاطع يصبُّ فيه أشجانه مايُنفّس عنه حزنه  وجزعه ، فإذا  قيل  الشعر  فى  وقت المصيبة والهلع  تأثّر  الإنفعال  النفسى ،و تطلّب  بحراً  قصيراً يتلاءم وسرعة التنفّس وازدياد النبضات القلبية.

______________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *