جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
حيدر غراسنصوص

وجوهٌ تتدلّى، لا تشكّلُ دائرةً

 

حيدر غراس

وجوهٌ تتدلّى، لا تشكّلُ دائرةً

..........

١

أكسِرُ أضلعَ القصيدةِ، أستلُّ منها فارزةً جرداءَ بمرتبةِ شوكةٍ، أنبشُ دفقَ الصبّاباتِ لعلّها تستهدي لمجاري خريرِها الأوَّلِ

لا خيوطاً للوصلِ، مُجّلَت أكفِّ التضرُّعِ رحى اليبابِ

حنطةٌ فسدَ أوانُها

لا تلةً للصبرِ، هكذا ورد في قرّاءِ الدرس الأولِ

كم بعيرٌ على القلبِ يلوكُ الشوكَ ثغاءَ احجيةٍ؟

أُهزٌّ مهدَ الوسنِ لينامَ الفجرُ بأحضانِ الشيَّبِ خطوطٌ بيانيةٌ لا علاقةَ لها بالرياضياتِ

ترتاضُ سوالفي

وسائدٌ محشوَّةٌ بطينِ الذكرياتِ

ماجدواها

و القصائدُ كلُّ القصائدِ ساهرةٌ؟

كشاعرٍ يتيمٍ استهلُّ قصائدي ببسملةٍ جائعةٍ لأبوةٍ مقيمةٍ في دار عجزةٍ للمفرداتِ

مستعيذاً  من شيطانِ شعرٍ رجيمٍ

شياطينُ الشعرِ لا شأَن لها بالقصائدَ المدورةِ

كعنقودُ عنبٍ أسودَ  أتدلّى،

حيثُ تفاحةٍ تنامُ عند ساقي القصيدةِ

تقرصُني ديدانٌ صفراءُ تنمو بين أحراشِ أناملي ، تعيثُ فساداً (بهرش) الليل ِ

المذياعُ لم يُكملْ دورتَة الشهريةَ بعدُ،

يقطرُني بأمطارٍ حمضيةٍ لاغيومَ لها،

وكرجلٍ وحيدٍ أُشاطرُ تفاحةَ ساقي القصيدةِ

أبحثُ عن سكِّينةٍ لأقشِّرَ آخرَ بُحَّةٍ في صوتِ المذيعةِ المخنوقِ

أعودُ أتدلَّى هذة المرَّةُ كخصيتي عبدٍ مسبيٍّ سرقَ الوالي لبنهُما ليطعمَه تفاحَ القصيدةِ

أمشي خلفي بوجهٍ مستعارٍ،

لم أقترفْ من الحياةِ ما يكفي وبشهادةِ وجهي تدلّى ويتدلّى

كخصيتي عبدٍ مسبي وكذلك عندَ ساقيها

فارغةٌ سلالُ العناقيدِ

من أين كلّ هذا الذبابُ الذي يطنُّ في رأسي؟

الشيئ الذي غادرتُهُ لم يغادرْني ربما لهذا أمشي خلفي، وأتدلى كعنقودٍ أسودَ ، ولا أدري لما إصراري على السوادِ رغم أن كلِّ  العناقيدِ بألوانِها تتدلى كخصيتي عبد مسبي.

عناقدٌ كثيرةٌ تتدلّى في كفّي

خصيتي العبدِ المسبي تتدحرجُ بين قدمي أسخرُ من أسلافي كلما تذكرتُ شيئاً من تاريخ الخصيان،

أكركرُ حتى بان اسودادُ إبطِ قصيدتي ليعودَ وجهي يتدلى كخصيتي العبد المسبي..

(في تاريخ الإنسان، لم ينجُ  إلاّ الخصيان) .

...... ٢

صداعٌ رباعيُّ الأبعادِ يأخذ مداهُ بأريحيةٍ كبيرةٍ ،  يتدلّى، يتمدَّدُ ببجامتهِ المقلَّمةِ، ناكشاً بقايا شُعيراته البيضاءَ،  يُدلي بدلوِه المتواترِ حيث خلايا أكلَ الملحُ الحامضي جنباتِها، يُعلن حراستَه المشدَّدة بعدما  دكَّ آخرَ معاقلَ (الخرطِ) الجمعيّ ليجعلَ منها منطقةً منكوبةً بمرأى كامراتٍ فقدت أضواء َ(فلاشاتها)

يتحالفُ كل باعةِ اسطواناتِ الغاز في المدينةِ مع نباحِ كلابِها ليشكلا بعداً خامساً، يلتهمان آخرَ حبةٍ من  فصوصِ الذاكرةِ المسرّبة خلف أغطيةٍ سوداءَ

نزيفٌ حاد ٌفي عضلةِ الوقتِ

، الريح تكنسُ غبارَ الروحِ، تُلقِّحُ نضيدَ الحروفِ لن تقوى ليّ أعناقُ المعاني حيث خيطِ العنكبوت الواهنِ كخصيتي العبد المسبي

التوابيتُ المشيدةُ بارتصافٍ إسمنتي باردٍ تتقرنصُ، تلعبُ الدعابل مع صبيةِالحيِّ

تبكي مساميرَها

تمضغُ الكافورُ قوتَ يومها

هذا قلبي الذي لم يتعلقْ يوماً بطفلةٍ عربيةٍ ولا حتى فارسيةٍ

كيف له أن ينعمَ بديباجِ قصيدةٍ؟

......... ٣

حضنُك الذي يذكرني بحرفِ النون، النقطة التي تركتها سهواً،

مازال وقعُها على كفي المسطرةِ

كم أرهقَني وخزَ (الفرجال)

لا أجيدُ رسمَ الدوائرَ،

عينيكِ تذكٍّرُني بأوَّل قصيدةٍ مدورةٍ

الدائرةُ ليست بالضرورةِ تكون بأبعادٍ متساويةٍ

وجهي يستطيلُ كوجهِ بغدادَ،

مراتٌ يشكّلُ دائرةً.

أشكُّ بأمرين

استدارةُ النصوصِ، بغدادُ مدورةٌ

مازلت اتدلّى

كعثاكيلِ البصرةِ حين قِصاص الزهدي

أسفي النصُّ لايشكّلُ  دائرةً

دائرةٌ، دائرةٌ

ومازلتُ اتدلّى..!!

حيدر غراس.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *