زكريا شيخ أحمد
كلماتُنَا
كلماتُنا السبيلُ الوحيدُ الذي
يبقينا على قيدِ الحياةِ .
كلماتُنا الهواءُ الذي نتنفسُهُ .
الرياحُ التي تقلّبُ أوجاعَنا كي لا تتخثرَ في صدورِنا و تتعفّنَ .
الندى الذي يعانقُ أعشابَ قلوبِنا كي لا تصابَ باليباسِ .
حينَ نموتُ لا تدفنونَا ، اتركونا في أرضٍنا
فلدينا الكثيرُ منَ الكلماتِ المعشعشةِ في صدورِنا .
نرجوكُم ،
نرجوكُم
ألا تحكموا إغلاقَ قبورِنا إنْ دفنتونا .
اتركوا منفذاً ،
اتركوا منفذاَ لتمرَّ منْهُ الكلماتُ .
اتركوا منفذاً فلا زالَ لدينا
الكثيرُ منَ الكلماتِ التي نودُ قولَها حتى بعدَ رحيلِنا .
حتى لو لمْ يبق أحدٌ ينصتُ لنا .
حتى بعدَ اهتراءِ حناجرِنا لدينا الكثيرُ منَ الكلماتِ .
لدينا الكثيرُ من الكلماتِ
عن المقاصلِ المزروعةِ في كلِّ مكانٍ .
عنْ آلافِ المجازرِ التي تُرتَكَبُ كلَّ يومٍ في كلِّ مكانٍ .
عن ملايينِ المرتزقةِ و اللصوصِ و قطاعِ الطرقِ الذينَ يأكلونَ
قمحَنا و زيتونَنا و نفطَنا في كوردستان .
عنِ الذينَ يأكلونَ تعايشَنا في سوريا
و موزَنا في أفريقيا
و برتقالَنا في فلسطين
و تمرَنا و أرزَّنا في العراق
و قاتَنا في اليمن .
لدينا الكثيرُ منَ الكلماتِ عن المافياتِ التي تسرقُ خيراتَنا منَ الشمالِ
حتى الجنوبِ و منَ الشرقِ حتى الغربِ .
عنِ الأبرياءِ الأبرياء الذينَ في السجونِ ،
عنِ المشردينَ الذينَ ينامونَ على الارصفةِ و تحتَ الجسورِ .
عنِ المضطهدينَ منْ كلِّ الأديانِ و الأعراقِ و المذاهبِ .
عنِ الاقلياتِ المهمشة .
عنكَ و عني و عنْ كلِّ ما يحدثُ لدينا الكثيرُ منَ الكلماتِ .
لدينا ما يكفي منَ الكلماتِ حتى يومِ القيامةِ .
كنْتُ سأكتبُ هذا النصَ باللغةِ الكورديةِ ،
لكنِّي خشيتُ أنْ لا تعرفَ الآلهةُ القراءةَ بالكوردية .