أفين حمو
الارتطام بجدار زجاجة
كان علي أخبارك منذ البداية
بأنني أمرأة لا أصلح للزواج
لا أستطيع الأستمرار بالعيش في عمق أحياء كئيبة
تعذبني الريح وهي تقتل عصافير روحي
أنصت إلى أنين بوم يكبر في صدري
متخبطا ،متلاطما
يأتيني بتوقيته المسائي ليصبح ليلي باردا وكئيبا
يسحب روحي خلفه منهزما وسط الظلمات
ربما أنت أكتسبت صفات تمكنك من سماع الحان أخرى غير تلك الألحان
الجنائزية لو كنت جالسا في عزاء تشطح
بخيالك تاركا الكل خلفك
لكنني يا عزيزي
لا يمكنني فتح النافذة وأبتسم بينما الموت يطلق جنوده
في جسدي المحتضر
متخيلة نفسي في الفردوس أو غابة خضراء
لكل منا صفاته التي أكتسبها
لا يمكنني أن أضع سياق حياتي كلها داخل برواز صغير
وأتظاهر بالعمى
والتجاهل
البس قناعا مختلفا عن شكلي الحقيقي
مفعمة بالأوهام
أمضي لملاقاتك فرحة وأنت تفوح منك رائحة الخمر
ربما كان علي أخبارك منذ البداية
أنا لا أصلح لك ،وأنت لا تصلح لي
فلا يمكنني تجاوز المشاكل بنفس سرعة تجاوزك
أنت تمتلك طاقة جبارة بينما أنا هشة لا يمكنني أن أنظر للذين أحبهم من مسافات بعيدة
أحمل ذكرياتهم إلى المحرقة لأمضي في طريقي
دون أن أعبأ بما حدث
ربما أنا التي جنيت على نفسي وليس أنت
حملت جسدي الضئيل إلى الجزار
ليعلقني من ساقي ويسخر من توسلاتي
ليعذبني ريح الليل ويضعني داخل قارورة زجاجية مغلقة الأحكام
والهواء الصامت ينفذ ببطء شديد
فراشة تسقط لتكرار محاولاتها البحث عن منفذ لتتنفس
لكن كل محاولاتها كان الارتطام بجدار زجاجة
وبعد كل هذا أتوقع الشيء الحسن منك
كأن تندفع الي وتمسح دمائي
ترفع جسدي لتسمع نبضي المتقطع
تضع فوق رأسي إكليل غار
كيف غاب عن عقلي الصغير
بأنه يمكنني أن أستمد الماء من
الحجارة
يا لي من غبية
بل يا لي من عاشقة بلهاء
تنتظر من أريج العذاب ترياقا
وأنا أتارجح على المشنقة
لأنتظره لينير الطريق صوب بيتي
أتشبث بمخيلتي الكاذبة
ببريق كل الألوان
لون ضحكاتنا
لون أحلامنا
لون عينه
أتشبث بالغيم فأرسم على وجهه
بيتًا وزوجاً وأطفالًا يلعبون
في حديقته الصغيرة
بينما أنا بأسفل القاع دون أعضاء
أفين