قريبا كتاب مقاربات نقدية بين نبيل عودة وجميل الدويهي
من الناقد والأديب نبيل عودة إلى جميل الدويهي:
*صاحب أهم مشروع ثقافي إبداعي وفكري في ثقافتنا العربية المعاصرة*
أخي العزيز الأديب د. جميل الدويهي
فتحت عيني صباح هذا اليوم، ونحن عشية عيد ميلاد ابن مدينتنا الناصرة يسوع
المسيح، لأجد هدية ذكرتني بهدايا بابا
نويل يوم كنا صغارا، ننام بليلة الميلاد ونحن نحلم بالهدية التي سيجلبها لنا شيخ
العيد بابا نويل، ونستيقظ أبكر من المعتاد لنكتشف الهدية، ولكننا بحيرة كيف فاتنا
ان نرى بابا نويل حين دخل بيتنا ووضع لنا هديتنا بجانب السرير؟
مضت تلك الأيام وصرنا نحن أيضا بابا نويل لأولادنا وأحفادنا ...
ربما هذه أجمل هدية من بابا نويل عشية ميلاد المسيح، ابن الناصرة وابن
الانسانية جمعاء، بابا نويل باسم جميل ميلاد الدويهي.
فتحت عيني لأجد نسخة للمراجعة قبل الطباعة من كتاب "مقاربات نقدية بين
نبيل عودة وجميل الدويهي".
عزيزي الأديب المهجري الموسوعي جميل الدويهي، انت ، وأقولها بلا تردد، صاحب
أهم مشروع ثقافي إبداعي وفكري في ثقافتنا العربية المعاصرة. ما يلفت الانتباه اكثر
انك جيل جديد من أدباء المهجر، ومن المؤلم ان المهجر يواصل البقاء كمعلم ثقافي هو
الأبرز، في ظل ما يسود عالمنا العربي وثقافتنا العربية من حصار فكري وقيود رقابية
لا تتردد بقمع اصحاب الفكر الابداعي.
الرقابة والقيود على حرية الابداع شلت الابداع الأدبي، وقيدت انطلاق حضارة
عربية معاصرة تنافس الحضارات في عالم لا ينتظر القاصرين عن اللحاق بالركب التنويري.
لذا ليس بالصدفة ان ابرز المفكرين العرب والادباء العرب وجدوا حريتهم في المهجر.
والمهجر بات يشكل نزيفا مؤلما للعقول العربية في شتى مجالات الثقافة والعلوم.
راجعت صفحات الكتاب المقترح، وشعرت ان الدنيا بخير، لم اكرم بوطني، والأمر
لا يقع بعيدا عن واقع كل المبدعين العرب باوطانهم. ربما لدينا حرية اكثر اتساعا،
لكن الواقع الثقافي محزن للغاية، طبعت حتى اليوم كتبا عديدة، بين الرواية والمسرح
والقصة القصيرة والفلسفة والنقد الادبي، لكني وزعتها كلها مجانا، والمي انها وضعت على رفوف المكتبات
للزينة فقط. وها هو التكريم يجيء من المهجر، من اديبنا د. جميل الدويهي، وحتى
اليوم معظم وأهم ما كتب نقدا عن اعمالي، كان باقلام ادباء يعيشون وينشطون في
المهجر!
شكرا مرة اخرى للأديب د. جميل الدويهي على هذه الهدية عشية ميلاد المسيح
والسنة الجديدة لعلها تكون سنة مباركة لنا جميعا ولأبناء اوطاننا في العالم العربي!