شاعر مصر الكبير
محمد آدم
تناقضات
لم تترك لي الحياة فرصة واحدة لالتقاط انفاسي
الشجرة التي أظنها صديقتي
تكمن لي في نهاية الممر
مثل قاتل
ولص
القمر الذي أتطلع إليه من النافذة
يوقعني في المطبات
والحفر
السموات الشاسعة التي أرغب في الوصول اليها
فوق دراجتي البخارية
لا أقطعها إلا في النوم
الوردة
التي أعلقها في طرف سترتي
تتأهب للانقاض علي
وتكتم أنفاسي حتي النهايات
فيما هي جالسة تتثاءب علي أحداق من حجر
وكمانات
النوارج التي أجلس عليها لأغني بمفردي في الصيف
تدوس علي أمعائي
الربيع
الذي أنتظره كل ليلة
لا يحمل في حقيبته سوي الندم
والكثير من الزهور السوداء
الطريق الذي أسير فيه بمفردي
كثيرا ما أكتشف في نهايته
نفس الضغينة المسننة
والجنون الرابض
كحجر
القلم الذي أكتب به
يحدق طويلا إلي الكلمات التي أقوم بحراستها
وينظر إلي شذرا
باعتبارها زوائد دودية
ونتوءات
كثيرا
ما أشم رائحة المستنقعات في كل شىء
في الطعام الذي يرقد علي المائدة مثل كلب ميت
في إشارات المرور التي يشتبك علي إطاراتها البلاستيكية
البعوض
والدوسنتاريا
وكافة أمراض الحياة العصرية
الملفات التي أحملها كل يوم فوق ظهري
لا تعرف شيئا عن الحداثة
أو مابعد الحداثة
ومثل كافة القطط والكلاب لا تفعل أي شىء
سوي أن تهز ذيولها وتتثاءب
ولا تزيد عن كونها شهادة ميلاد
علي إفلاس العصر
ووثائق دامغة
علي عبثية الفعل الإنساني
الفراشات التي تأتي متنكرة
وهاربة
من الحقول
والغابات
لتحط علي شرفة منزلي
هي بالتأكيد أرواح ضالة لموتي
يطالبون بالعدالة
وحرية المرور والحركة
الهواء الذي أتنفسه حارق
وينام تحت فروة الرأس
فيما يعمل تحت الجلد
مثل الإبر
والمسامير
الليل الذي يواريني عن الشوارع البعوضية
والأرصفة
ماهو إلا بضع خفافيش ترقد إلي جواري
علي الفقاعات
والسكك
الزمن الذي أضعه في جيبي كالمشابك
كثيرا
ما يتسول أمام منزلي طالبا الصدقات
ودورة مياه عمومية
ليقضي فيها حاجته إلي التبول اللاإرادي
آه
ماذا أفعل أنا بأناي الزائفة هذه
وبكل هذه الفوضي التي تتكدس فوق سريري
وعلي طاولاتي
أنا
كاتب النص الملتزم
واللاملتزم
في هذا العالم.