جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
تاريخحامد حبيبنقد

ثورة ١٩..وماصاحبها من نهضة أدبيٌة وفنيّة

 

حامد حبيب

ثورة ١٩..وماصاحبها من نهضة أدبيٌة وفنيّة

 

  لاتقوم  ثورة  إلا  ويصاحبها  تغييرٌ ما فى آدابها  أو فنونها ... هناك   تغيير   ما يحدث   على   مستويات مختلفة  عقب  الثورات  فى العالم  كلّه ، وقد  يسبق

تلك  الثورات  تغيير  يكون  وراء  قيامها  ،  فالتغيير يحتمل  أن  يكون قبل أو بعد ، وإن كان ماقبل سبب ومابعد نتيجة.

ويُعبّر عن ذلك ، واحدٌ  من كُتّاب القصة القصيرة فى ذلك الوقت ،هو(عيسى عبيد"  الذى أشار  إلى علاقة

القصة  القصيرة   بالأوضاع  الاجتماعية  والسياسية والظروف  البيئية  ،  حين  أهدى  مجموعته   الأولى

"إحسان هانم" عام١٩٢١م إلى سعد زغلول، وربط بين

انتفاضة الأمة عام ١٩١٩م  وبعث انتفاضة مماثلة فى

الآداب  والفنون  ، فيقول   أنّ  مجموعتَه  القصصية هدية هدية صغيرة يقدّمها كاتب مبتدئ مجهول ، له

آمالٌ  عظيمة   بأن   تستقل   بلاده  الاستقلال  التام ويستقل  معها  الفن  المصرى . فالثورةُ الفكرية التى تسرى بقوّةٍ  هائلة  فى  دمائنا  حملتنا  على  محاربة

كل شئ قديم ، تجعلنا نستبشر بحدوث نهضةٍ  عامّة

فى مصر  ، لأنّ  النهضة  تتبع  عادةً  الثورة  ، وتكون نتيجة طبيعية  لها ، وستتناول  تلك النهضة كل شئ فى أحوالنا السياسية والاجتماعية والأدبية.

تلك  كانت  نظرة الناشئة الذين طالبوا بأدبٍ  مصرى

لايخضع   للأدب   العربى  الجامد   المتشابه  القديم ولايتأثّر  بالأدب  الأجنبى  الذى  اضطررنا  إلى درسِه

لنتعلّم  منه  أسرار الفن  الصحيح  الراقى ونأخذ عنه

قواعده وقوانينه وأسلوبه.

وكان  (عيسى عبيد)  ينتمى  إلى  ماعُرِف  بالمدرسة

الحديثة التى ظهرت بعد ثورة١٩ ، والتى كانت تدعو

إلى أدب مصرى يتخلّص من  أسر التقليد ، سواء كان تقليد التراث أو تقليد الأدب الغريى......وفى ذلك قال

(يحيى حقّى) عن هؤلاء المجدّدين :  "  وفى ميدان

الأفكار   سنجد   التخلُّص  من   مفاهيم  قديمة  إلى مفاهيم جديدة..فجمال المرأة  لم  يعُد جمال الجسد

بل   جمال   الروح ، فقد  انتهى  عهد  وصف  المرأة الجميلة بالقشدة والمهلبية والبالوظة ، وكذلك شرفُ

المرأة ،هو وليد إرادتها لانتيجةَ حبسها فى دار مُغلقة

النوافذ..ونجد كذلك آثار التخلّص من أدب المقالة أو المقامة  سواء فى  صورتها  الموروثة  عن  الحريرى وبديع   الزمان  ،  أو  فى  صورتها  المستحدثة  عن المويلحى فى " حديث  عيسى  بن  هشام " ،إلى فنّ القصة القصيرة.

وهكذا تركت  ثورة ١٩ بصماتِها وأهمّها إيقاظ الشعور

بالقومية المصرية ، وقد طبع هذا الشعور  آثارَه على

مختلف مجالات الفنون والآداب، فظهر (مختار) فى

الفن التشكيلى ، يستلهم  مصر الفرعونية والحديثة

فى  تماثيله  ،  وظهر  (سيّد درويش)   الذى  أحدثَ تغييراً حاسماً فى الموسيقى الشرقية ، بعد أن كانت

تعتمدعلى الطرب والتكرار، فعمل على إيقاظ الشعب

بأغانٍ استحدث معانيها واستلهم موسيقاها من حياة

الطبقات الشعبية ..وفى مجال الرواية ، كانت"عودة

الروح" ل(توفيق الحكيم) هى أبرز رواية ظهرت فى

الأدب  المصرى  بعد  رواية "زينب"  .. وقد انعكست فى "عودة الروح"  آثار الإحساس  بالقومية المصرية

_ وقد  تنوّعت _ بعد ذلك _  روافد  القصة المصرية:

قصيرها وطويلها ومستوياتها ، من روايات ترفيهية

لتاريخية  لاجتماعية  لنفسية  ، حتى  اكتملت  لدينا فرقة   كاملة  من  القصصيين  بعد  الحرب  العالمية الثانية ،كلٌ منهم يعزفُ لحنَه  ، ويساهم  بدوره  فى

سيمفونية الأدب القصصى العربى.واتّخذ الفن طريقا

واضحاً وجادّاً وبنّاءًا وبدأ يشعر بالمتغيّرات ويتعامل

معها بحس وطنى موازياً الحركة  الأدبية  ،  فتعامل

فنّانو الغناء مع الشعراء،أخذوا قصائدهم وتغنّوا بها،

فعبد الوهاب يغنّى لشوقى  وكبار الشعراء ، وكذا أم كلثوم   ونجاة  وفايزة   وغيرهم  ، وتعتمد  الأفلام العربية  على  قصص  وروايات  الأدباء  من  نجيب محفوظ  ويوسف  إدريس  وإحسان  عبد  القدوس وغيرهم  ،  وكذلك المسرح  باستناده  إلى  نصوص

مسرحية للأدباء ،لذا ارتقت الآداب والفنون ،وكانت

نقطة الانطلاق هى  ثورة ١٩ وهذا  الوعى  الوطنى الذى  أخذ  الأدباء  والفنانون  بزمام  المبادرة نحو النهضة والتغيير فيه ، حتى تم  التطوّر التدريجى

ليتنوّع الإبداع فى كل المجالات.

وحينما انفصل الفن عن الإبداع الأدبى صار إلى هوّةٍ سحيقة ، وصار  منفصلاً فى كثيرٍ  منه عن المجتمع ،

وعن قضاياه الأصيلة ، ولو عاد الفن بالاعتماد  على

النصوص الأدبية  لكتاب القصة  والرواية والمسرح ،

و أهل  الغناء  على  قصائد  الشعراء ، لصار الفن إلى نهضةٍ ينتظرها هذا الوطن،فما أجمل أن يتعانق الفن

مع الأدب ،وحينئذٍ تنهض تلك القوة  الناعمة  بالوطن

أعظمَ نهضة...........عودةً إلى الوراء عقب ثورة١٩١٩م

ثم  ثورة  يوليو نستلهم روعة  الإبداع  فى  مجالاتٍ شتّى ،  فبالمقارنة  بما  نحن  عليه الآن ،  نحن نُغتال أدبياً وفنيّاً .. جميلٌ  أن  نستلهم  التاريخ  ، أن  نعقد مقارناتٍ  ونفكّر  فى أسباب  نهضتنا  وأسباب  تأخُّرنا

لنضع  أنفسنا  فى  الموضع  الصحيح  الذى يجب أن نكون عليه.

_______________

حامد حبيب _مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *