أعمال نجلاء محرم الأدبية مع نجلاء محرم.
الفصل الأول
من رواية الشاهزادة
عواءُ الذئابِ نداءٌ تتداعَى له الكواسرُ من كل حدبٍ وصوب.. الأحصنةُ الثلاثةُ
تعدو.. وقطيعُ الذئابِ يطاردُها.. الضياعُ في الغابةِ فوَّتَ فرصةَ الخروجِ منها
قبلَ حلولِ الظلام.. تفرَّقَتْ الأحصنةُ وما عادَ الصحابُ يؤازرون بعضَهُم بعضًا..
انطلق كلٌّ في طريق.. وصارَ كلُّ واحدٍ رهنَ سنابكِ حصانِه.. استعادتْ الخيولُ
طبعَها الوحشيَّ واستعصتْ على القيادةِ.. علا الصهيلُ وتكرَّرَ الجموحُ واحتدمت
السرعة! كثافةُ الأشجارِ زادت الليلَ ظُلمةً.. صارَ من المستحيلِ رؤيةُ الحصانين
الأسودين.. ظلامٌ يجري في ظلام..
وحدُه الحصانُ الأبيضُ كان يلوحُ كلما خَفَّتْ كثافة الأشجار.. لونُه
المضئُ يكشفُه كلمحٍ بالبصر.. كشهابٍ يلمعُ ثم ينطفئ.. لم يحاولْ صاحبُه التحكمَ
فيه.. ترَكَه لغريزتِه وفطرتِه ليختارَ مسارَه..
ووحدُه الذي نجا بصاحبِه وافتداهُ بقفزةٍ هائلةٍ من حافةِ الغابةِ الجبليةِ
إلى وادي نهيرٍ صغير.. فتَكَسَّرَتْ قوائمُه وتَطَلَّعَ لصاحبِه بعينين تفيضان وجعًا..
وأسلمَ روحَه.. وعُنُقُه بين ذراعي الباكي الملتاع..
وفي نفسِ الوقت.. كان أعلى التلةِ حصانان آخران قد أسقطا راكبيهما..
فالتقطتهما قبيلةُ الذئابِ واحتدمُ النهشُ وعلا الهريرُ حماسةً وظَفَرًا!
أسلمَ الفتى نفسَهُ لضفةِ النهر.. ثم فقدَ وعيَه وهو لائذٌ بجثةِ حصانِهِ
الأبيض!
#الشاهزادة
#نجلاء_محرم