أسامة أسبر
أرواح هاربة من أشيائها
ربما عليَّ أن أتوارى
كالنقوش على العملات
القديمة
وأعثر على طريقٍ
كي أهرب من نفسي.
صار وجهيَ متداوَلاً،
وكلماتي تسمنُ كخرافٍ
في مراعي اللغة.
الشمسُ التي تعلمتُ على
يديها
تأمّل الغروب،
وأنا أقف على الشاطئ
الرملي
أريدها دوماً في الموضع
نفسه،
وفي التوقيت نفسه
كطفلٍ مدلّل يتحكّم
بألعابه.
لم تعد حياتي تتفرّع
كأغصان شجرة،
أو تهبّ كريحٍ
أو تُشْرق كضوء
صار جسدي قطعةَ أثاثٍ
رفاً تُوضَع عليه الكتب
أو خزانة مليئة بالثياب،
أو مرآة يتكرر فيها وجهٌ
تهرب منه ملامحه
أو ساعات تتساقط كشعر
الرأس
أو شاشات تستنقع
وتغرق فيها عيناه.
لم أعد أتبيّن طريقي
في ضبابٍ مصنوع من بشر
وآلات
يُطْبقُ كما لو أنه
اسمنتٌ وأحجار،
وفيه
أدرّب نفسي على النسيان:
أنسى أنني يجب أن أفرح
أنسى أنني يجب أعيش.
ربما عليَّ أن أتوارى
كالنقوش على العملات
القديمة
وأعلّم كلماتي
أن تتجنّب الشوارع الرئيسة
لمدن الكلمات.
.
أسامة أسبر
سوريا