لم أكن طفلاً شقياً
ماهر محمد
لم أكن طفلاً
شقياً
كنتُ هادئاً
جداً
كموجة بحرٍ
راكدة
في يومٍ
مُشمس
أولاد الحارة
الذين كنت ألعب معهم
ومن بينهم
أحمد الذي كان يضايقني بشدة
يضربني
باستمرار ويسرق ألعابي
لم أكن أشتكي
لوالدي أو لأحد
كنت أكتفي
بالبكاء
لأني كنت
هادئاً جداً..
في مراهقتي
لم أدافع عن نفسي في الصف
حين طُردت
بفعل زميلي الذي رمى بقلمه على الأستاذ..
في الجامعة،
كنت أُسّر
لصديقي بحبي لتلك الفتاة
فقام بسرقتها
مني والزواج منها لاحقاً..
الآن وبعد أن
وصلتُ إلى هذا العُمر
سيراً على
الشيب والتجاعيد
ما زلت
هادئاً جداً
وكأيّ شخص
يحّن لمُقتنياته وكراكيبه القديمة
أفتح دولاب
حياتي الذي كنت أخبئ فيه همومي ومشاكلي
وأُنقّب في الذكريات
عن الألعاب
التي ابتاعها لي أبي
وإصبع أحمد
الذي استبدلته بألعابي المسروقة
قلم زميلي
الذي طعنته به لاحقاً
خاتم صديقي
كتذكار بعد أن قتلته
وأصبحت التي
أحب.. أرملة
والكثير
الكثير من الضحايا
كل هذا لأني
كنتُ هادئاً جداً
كموجة بحرٍ
راكدة
في يوم
مُشمس..
تقول طبيبتي
النفسية..