مثل نهاية كل عام ، أجمعُ أحلامي منتهية الصلاحية ،
مثل نهاية كل عام ، أجمعُ أحلامي منتهية الصلاحية ،
أمنياتي المعطوبة ، علب جنوني الفارغة ،
في أكياسِ الماضي السوداء ،
ألقي بها
من نافذة الوطن ،
مع ابتسامةٍ ساخرة ، للكلابِ الضالة ..
مثل
نهاية كل عام ،
من مقبرةٍ للنفايات ، تطل على بحار الحزن السبعة ،
ألقي على الهياكل العظمية
بعض قصائدي ،
وأنا أزين
أشجار الكريسماس بالورود ، وجماجم الموتى ..
بينما تطهو امرأةٌ أعشقها
قُبْلَةً
لمنتصف الليل ،
من الأوهامِ الطازجة ،
نتناولها حين نستدعي من كهوفِ الذاكرة ،
رقصة تانجو ،
زجاجة من الشوقِ المعتق ،
تدورُ برأسِ
السنة الجديدة ، تُفقدُنا على حلبة التابوت الوعي ..
مثل
نهاية كل عام ،
يحذرنا علماءُ الفلك ، هيئة الأرصاد في نشرتها الجوية ،
من احتمال سقوط جراح قلبية مطيرة
على بعض الكنائس ،
من عدم ارتداء
الملابس
الشتوية الثقيلة ، والسترات الواقية من الرصاص ..
بينما تبشرنا أبراج البث ،
بقدومِ رياحٍ
موسمية لطيفة ،
من الوعودِ الحكومية الكاذبة ،
تهب من القنوات الفضائية ، على جميع أنحاء البلاد ..
مثل
نهاية كل عام ،
ترفعُ مراكبي الورقية ، على شطآن الحزن رايات البكاء ،
أفشل بمجدافين من " الخوارزم "
في حل
لوغاريتمات الموت ،
استنتاج أطواق النجاة ،
تحليل الموجات الصوتية لاستغاثات الغرقى
،
رسائل البحر المشفرة ، لمتتالية هندسية من الأمواج ..
إعراب
ما تحته خط ،
من الأسماك النافقة ، الأسباب الممنوعة من الصرف ،
الأسماء المبنية للمجهول ..
مثل
نهاية كل عام ،
أرسم في أوراق الإجابة ، ألف علامة تعجب واستفهام ،
أحلاماً خاطئة تطفو فوق سطح الماء ،
خططاً سرية للهرب
من قاع البحر / قاعة الامتحانات ..
خيوطاً هلامية ،
على هامش أنسجة ذاكرتي الرخوة ،
خطوطاً سريالية لأمنياتي في عامي الماضي الجديد ..
كأن أستصلح في لوحةٍ أو قصيدة ،
بعض الأغاني القديمة ،
والأماني البور ..
أفتتحُ
في أحلام اليقظة ، سلسلةً جديدة من الأوهام ،
أبني على أرض المجاز ،
نبؤاتٍ سعيدة
للأطفال ،
أبراجاً من الحلوى ، متعددة المذاق والأدوار ..
أصدر أثناء النوم ،
قرارات إزالة لأحلامي الهشة ،
أفكاري العشوائية ، علاقاتي العاطفية الآيلة للسقوط ..
مثل
نهاية كل عام ،
أمارس قبل الرحيل ، بعض طقوسي الجنائزية ،
أحرق أشرعة الصمت ،
التي ترسو
بمواني حنجرتي ،
ترفرف فوق قصبتي الهوائية ،
أنعي من محيط القهر ، إلى خليج الفتنة ،
سفن العدل الغارقة
في قصور
الجهل ،
الخيول العربية التي خرجت مبكراً من السباق ،
لتجُرَّ في دروب العار ، عربات القمامة ..
أواسي ظلاً في المرآة ،
يودع
كل صباح ،
صاحبه على الشط ،
يعدو بساقهِ المكسورة ،
وأحلامهِ العرجاء ، بالخطوة السريعة نحو الموت ..
مثل
نهاية كل عام ،
أستقبلُ مخدوعاً " سانتا كلوز
" بالأحضان ،
أنتظرُ على أرصفة الوهم ،
ألا يمنح أطفالي
الجوعى ،
حبيبات قمحٍ مسرطنة ، تصلح مبيداً للفئران ،
هدايا صينية حديثة الصنع ،
ملونة بالفيروسات ،
مع تمنيات
" إيلون ماسك " ، بحظ أوفر في الطاقة ،
ورحلة ممتعة إلى الفضاء ..
أن يوزع
على فاقدي البصر ، وذوي الحانات الخاصة ،
نظارات
ثلاثية الأبعاد ،
كي نرى الأحلام مجسمة ، كؤوس الخمر بالألوان ..
أن يمنح رماد الموتى ،
بعض عروض
" مارك زوكربيرج " المجانية ،
بقضاءِ أوقات سعيدة ، في ال " House
Club " ،
وغرف الشات ،
بطاقات ائتمان إلكترونية ،
لشراء أكفانٍ رخيصة الثمن لساعات العمر ،
من أسواق السوشيال ميديا ، حوانيت " الميتا فيرس " ..
محمد حبشي / مصر ..