يحيى محمد سمونة
لغة راقية [ 36 ]
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لا يكاد المرء يلحظ بضعة أغلاط في نص يقرأه حتى
يبدأ يتململ من قراءة ذلك النص
فالقارئ العربي بطبيعته يستمتع بقراءة نص بليغ،
محكم، متقن، قوامه: الفصاحة و البيان و الإتقان و السلامة و العمق و الجمال
و العربي بطبيعته يكره اللحن و الركاكة في لغته، و
يكره حشو الكلام و سفاهة القول و بذاءة المعنى و هشاشة اللفظ، و رخاوة الحنك
[عند العرب: الثوب السفيه: ردييء النسج.
العقل السفيه: خلا من علم و حكمة و بيان]
و العربي بطبيعته يكره فحش القول وفجوره و يكره
التخنث و مجاراة أحاديث النساء
و يستمتع العربي بقراءة نص مفعم بخطاب مجلجل
تستنفر له الحواس و تتأهب معه الجوارح و يتولد معه العزم و الحزم، و تستقيم به
أعواد الرجال و تندفع به شهامة الفرسان
□□□
أيها الأحباب:
القارئ العربي تعجبه الكلمات تحمل معان سامية و
تفصح عن خلق كريم نبيل، و يشغف العربي بكلمات صادقة، بهية جلية غير خفية ولا
مبهمة، و يا ما أحسن الكلام - عند العربي - لا يثير جدلا ولا يبعث على حنق و سخط و
تقزز و امتعاض و نفور و إعراض.
□□□
أيها الأحباب:
ما كان للواحد منا أن ينسى أن للعربي ملكة عظيمة
في تذوق النص الجميل المبهر و ما يحمله النص من دوافع إيجابية و من علم و خبرة و
خلاصة تجربة و عصارة وعي و فهم و ثقافة و بعد نظر
- وكتب: يحيى محمد سمونة -