من قال الفن و الآداب ومختلف الثقافات فقيرة
العقيد بن دحو
لماذا يريدون أن يعقدوننا
على ان الفن و الآداب فقيرة و ان ممارستها وشهواتها فقراء بالسليقة و بالطبع و
التطبع ؛ بل ذهب بعضهم ان الأدب الجيد و الفن الجيد لا يعيل صاحبه وان فعل ما هو
إلا أدب و فن سوء لا غير .
كانت الرواية على سبيل
المثال لا الحصر ثري حرب القرن التاسع عشر.فقد أصبحت تمتلك الثروة الضخمة الثابتة
من " التصوير الاجتماعي ". ومعظم الأسهم في ( مصرف التاريخ) ورقابة
المآسي البشرية ، كما صار لها فندق خاصا بباريس مع بورجه،، و فيلا على البوسفور مع
لوتي ،واقطاعات في الارياف مع بلاك و فلوسي.
وحتى عام 1800 كان الناس
يطلب منها ان تخليهم و تلهيهم و توفر لهم الترف، أما اليوم يراجعونها فيما يتعلق
بمشاكل الفقر و الطلاق،وصار لها لافتات و اعلانات و ادعاءات العلمية.
من اليوم يريد أن يبقي
هذه الفئة التي خصتها السماء بالموهبة و القدرة الحلاقة المبدعة ان تبقى تروح تحت
براين الفقر.
كونهم يدركون جيدا لت
حياة مع الفقر و ان الغناء لا يصدر من امعاء خاوية و لن يبتسم (فينوس) في منزل كله
دموع كما تقول الاغريق القدامى .
كم من لوحة فنية رسمها
فنان مغمور، وكم من منحوثة وكم من مسرحية و مقطوعة موسيقية ، وكم من رقصة
كوريغرافية ،وكم من فيلم كانت عائداته المادية تقدر بالملايير من الدولارات ، ثروة
ضخمة بحالها تقدر ميزانية دول.
لن يعد الناس بالعالم
تؤمن لفقر الفقر الفنون و الآداب و مختلف الثقافات ، انما غنية بعناها حتى ان كان
هذا الغناء معنويا.
ولما كان الأحرار
الفنانين و الحرائر الفنانات تجوع و لا تأكل من اثدائهن. يموت و يقضي. الفنان
وحيدا حسيرا عزيز النفس شريف الأصل عفيفات من شدة التعفف ، في حين يترك فنه خلفه
الذي لا يقدر بثمن !.
اذن هي مجرد عقدة نفسية
أرادت بها فئة الليغا شية ان تلزمنا للفنان حتى لا يدافع عن نفسه ؛ وحتى لا يفتخر
بأنه يمتاز بالخلق و الإبداع و الصناعة و الديوانة.
هي تماما كتلك العقدة
السبعينات ان الفنان و المثقف يجب أن يكون كارها و معايا للسياسة و السياسيين حتى
يظل الميكيافليين و الماكلوهانيين مهيمن على السلطة (...)!.
لم يعد يوجد فما او أدباء
او فكرا او ثقافة فقيرة و انما يوجد كسل و يأس وعدم عزيمة و مبعثا للأمل.
نلوم الزمن و العيب
فينا...وهيهات ان تجد العيب سوانا.