سولين محمد أباظه
..
يا إلهي :
أتجاوز عن أخطاء كثيرة، أمررها كما يمرر العاشق
خطاب حب لمحبوبته، بعيدا عن الفضوليين، أغفل عن العين التي ترمقني بحسد، احاول ألا
أراها، فإما أن اتعثر، أو أمرض، أو أكتشف أن أحد الهواة قد سرق كتاباتي.
كل كلمة أكتبها بمثابة صلاة، ثم يأتي غافل ما
ليسرقها مني، والأدهى أنه يسرقها كاملة غير منقوصة، ثم يذيلها بإسمه النبيل.
أحتجت أعواما من الصبر لكي أكون أنا، بعاداتي
الطويلة في الكتابة، كنت اكتب وامزق حتى تتورم أصابعي، أفكر بالأشياء كيف تتبلور
بقلوب الآخرين، كيف ينقلب الحزن إلى فرح، كيف تكون الحياة سندا لي وليس عدوة.
أنا لست كتومة.
أفكر بصوت عال، لا أدري إن كان ذلك سببا في
تعاستي، لكن الآخرين ينظرون إلي بريبة، أشعر دائما أن هناك نقص ما، خللا ما، حقيقة
ما.. أو ربما ضغينة ما، لا أعرف.. الحقيقة تكمن في جوهر المرء.
الحقيقة صعبة المنال.
الحب غال جدا حين تقتله المسافات البعيدة الثقيلة.
الحياة ذاتها ترس.. نتحصن وراءه كي لا نرى عيوبنا.
الأمل - الذي نسعى خلفه - يطوقنا بذراعين من حديد
كي لا نتفس.
حقائب الغياب التي تمتلئ بالذكرى..
وأنت.. الفريد الباقي الذي لا يتغير.