المفرجي الحسيني
وحـــدي عــلى التـــلال
--------------------------------
وحدي على تلال الرمل ،احدّق بعيدا في البيداء ،سكن
بي الهدوء وامتّد من
النفس ظلها في الحياة ،سماء زرقاء فوقي على قلبي
تهيم ،بما فيها من صفاء ،قطرات المطر النّث ،يهبط مثل هبوط الطل ،عذبا على حبّات
الرمال الظّماء ،يلمسن اعمق الاعماق ،يؤثثن بنفسي كهمسة الاوراق
نخيل الواحة وتلك الاحراج والاشجار، والعصافير
ترفرف على الاغصان
بيني وبين البيداء سرا دفينا ،إن نظرت اليها خفق
قلبي ،لهفة وحنينا ،وإن اغمضت عيني ،اراها في عالم الوهم نفسي ،لم اجدها وراء نفسي
الاّ نشيدا من الغد واليوم والامس ،نشيدا يكشف الحقيقة وعمقها المكنون لحن يجيش
ويغص العيون ،عرفت امسي من حبّ الصحارى المهجورة والطلال وحيد في وحدتي ،عانقيني
وارفعيني عاليا ،للخلود اتشوق والسماء حنينا ،هكذا تنيرين سبيلي ،تمدين كفيك الى
قلبي ،تكشفي قراري ،ايقظني حنيني وتلمست مُنايا وبعثت للقبور ضياء ،طوت تحت ترابها
الذكريات
شجرة الاسى طالت ،سقيتها من دموعي فازهرت ،اصبحت
وحدي
اقنع بسكوني في مكاني ،ودّعتني الحياة وودّعت
حياتي فوق هضابي
يطيف الحزن بي لم تثره شمسي ،لهيب صدري ،عطش
للحياة يصرخ
ويلهب عمق فؤادي ،جمرا ،ظمأي عميق اعمق من الشكوى
في غابة الروح ،حريق امدّه باللظى ،لا يوجد في ظلالها مثوى ،احبّ دياري ابثه نجواي
،لم تطأ قدماي ،شوق يشّب بين الحشا ،ليتها تدنو بعد ان فقدي دنوها...
**********
المفرجي الحسيني