جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
محمد حبشينصوص

طقوسُ ميلاد قصيدة ،بمستشفى أمراضي العقلية ..

 

¤  طقوسُ

     ميلاد قصيدة ،

     بمستشفى أمراضي العقلية ..

.................................................

.

.

كقطةٍ مجنونة ، تثيرُ أفكاري الفوضى برأسي كل مساء ،

تفتحُ في اللا وعي جراحاً منسية ،

أحزاناً صغرت ،

أحلاماً ليست على الموضة ،

تُخرِجُ

مقتنياتِ فشلي

المستترة بلوحة النسيان ،

آثار إحباطاتي القديمة من دواليب الذكريات ،

تعبثُ في الظلام ،

ب أثاثِ غرفتي الطاعن في السن ،

تبعثُ في براءتي التي ماتت

روح الطفولة ،

حين

أعجز عن تقبيل فراشة ،

أو أكلم في المهد عن العشقِ صبية ،

أو أتعلم قسمة العناق المطولة على اثنين ..

قطتي المجنونة ، تلهو كطبيب بخيوطِ عقدي النفسية ،

تغزل بقلق حروف مخاوفي

عند ميلاد قصيدة ،

وتلعب بالنار ،

حين تنبشُ قبورَ الماضي ،

وتفتح توابيت من رحلوا لتكتشف سر الموت ..

وتدخل حين تتماهى مع الذات ،

في مناطقي المحظورة

أمنياً ،

وتستخدم حبري السري في كتابة مذكراتها ،

كي لا تعلن على الملأ ريبتها

في عشقي

لفراشةٍ جديدة ،

تحومُ طوال الليل حول وسادتي ..

وأسماء من أشعلنَ

بقبلةٍ جهنمية النارَ في حقولِ مشاعري ..

ومن أحرقن بلمسةٍ ساحرة

أشجارَ الخيال ،

والأحلام

التي تُرَفرِفُ قبل شروق الشمس بلا أجنحة ،

لتُوقِظَ خيالَ الحقلِ  من النوم ،

ليقرأَ على روحي

الفاتحة ،

ويُرَدِدَ خلفَ العصافيرِ ترانيمَ الصباح ..

قطتي المجنونة ، تمزق صورة " مارلين مونرو "

التي يضاجعها الحائط من الخلف ،

وتطاردُ أوقات الفراغ ،

إناثَ الفئران

التي تتسلل من أفلام الكارتون ،

لتقضي في حضني الدافئ ، عطلة نهاية الأسبوع ..

لكنها تلتزمُ الصمت ،

حين ترى

عَيْنَ قريني الحمراء ، ويعلو برأسي نباحُ أفكاري الضالة ..

وتبكي من الخوف ، 

حين ترتعدُ في دمي الكلمات

وتستوطن أسراب الجراد فراغ جمجمتي ..

وتحلقُ بعيداً بعيدا ،

عندما تتجاوز

الأحلام

قدراتي / حدودَ السنين / أسوارَ مخيلتي ..

وينتابها القلق ،

حين يسكن اليأس ملامحي ،

وتحفرُ الدموعُ بوجهي نهراً من التجاعيد ،

تقيمُ على ضفافه إحدى الجنيات

التي هربت من البحر ،

لتخبرَ عرائس النيل ، بأسماءِ عشيقاتي من الغرقى ..

لتكتبَ على جذع شجرة

عنوان شرنقتي ،

على شراعِ مركبٍ نيلي ، مواعيد مؤتمراتي الليلية ،

وتنشر مغامراتي التي تثيرُ الفتنة ،

على ( الجدار العازل )

بيني

وقلب امرأة ،

لا تغفر في خريف العمر ، نزوات رجلٍ ضرير ..

امرأة تحرض ضدي الريح ،

وتدعو أوراقَ

قصائدي الصفراء ، لمقاومة السقوط في الرذيلة ..

امرأة تنشر على جثتي الشائعات ،

ومنشوراتها السرية

على جدران

الجنة ،

وتُوَسْوِسُ في أذن تفاحةٍ عذراء ،

سقطت

عن طريق الخطأ ،

ذات جماعٍ على المائدة ،

أن " نيوتن "

ليس سريعاً بما يكفي ،

ويعاني من ضَعْفٍ جِنسيٍّ في الذاكرة ..

وأنه قد جانبه الصواب ،

حين أعلن لنساء

العالم ،

( أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ،

ومضاد له في الاتجاه ) ..

تقول:

بعض الأفعال البسيطة ،

قد تسير بنا

في نفس الاتجاه إلى الجحيم ،

وقد تدفعنا ب مقدارٍ أكبر نحو الموت ..

قطتي المجنونة ، حين تنظرُ للسماء لتدعوَ عليَّ الرب ،

تُحَذِّرُ نجمةً مُطَلقة ، أرملةً لم تكمل عدتها ،

من الوقوع في أحضانِ رجلٍ

لا يُؤمِنُ بالجاذبية ..

أو رائد فضاء ، يداعب كل ليلة امرأة ،

بلا وزن

فوق سطح القمر ،

وهو يقشر حبتين من الرمان ..

أو حطابٍ حقير ،

يكشفُ

على صفحات السوشيال ميديا

- بلا مبالاة - عن ساقِ شجرةٍ محجبة ،

ويُجَرد

- دون ورع -

زهرةً تحفظُ أسماء الله الحسنى من ملابِسِهَا ،

وينزعُ عن نضرتها أوراق التوت ،

ويُلقيها واحدةً تِلْوَ

الأخرى ،

من سماءِ شهوتهِ السابعة ،

مع شعاراتهِ الكاذبة على الأرض ..

أو سِكِّيرٍ

من العصر الحجري لم ينقرض ،

يعصرُ منذُ بداية التاريخ ، بأصابعهِ الخمسة ثمار اللذة ..

ويصيبُ بكأسٍ واحدة ، قلبَ امرأةٍ في مقتل ..

أو عالمٍ كمومي ،

يهوى

العيش بلا مكان في اللا زمن ، 

والثأر

من " أينشتاين "

حتى يحمل صاغراً كَفَنَهُ على يديه ،

ويعيدُ ( نسبياً )

قطة

" شرودنجر " إلى البيت ،

قلبه الذي توقف عن النبض إلى الحياة ..

أو شاعرٍ عقيم ،

ينفخُ

في حروفِ قصائده ، ليخلقَ من الوهم امرأة ،

تُعِيدُ ترتيب عظام جمجمته ،

تلملم نفاياتِ أفكارِهِ  ، 

أشلاءَ أحلام

اليقظة ،

المتناثرة على أرفف مكتبته أو هامش الوقت ..

امرأة تُنَظِمُ خلف الأبواب المغلقة ،

الفوضى التي تُحْدِثُهَا

شياطينُ الشِعرِ

كل مساء ،

حين

يكونُ غائباً عن الوعي ، وروحه هائمة في ملكوت الله ..

محمد حبشي / مصر ..


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *