¤ طقوسُ
ميلاد قصيدة ،
بمستشفى أمراضي العقلية ..
.................................................
.
.
كقطةٍ مجنونة ، تثيرُ أفكاري الفوضى برأسي كل مساء
،
تفتحُ في اللا وعي جراحاً منسية ،
أحزاناً صغرت ،
أحلاماً ليست على الموضة ،
تُخرِجُ
مقتنياتِ فشلي
المستترة بلوحة النسيان ،
آثار إحباطاتي القديمة من دواليب الذكريات ،
تعبثُ في الظلام ،
ب أثاثِ غرفتي الطاعن في السن ،
تبعثُ في براءتي التي ماتت
روح الطفولة ،
حين
أعجز عن تقبيل فراشة ،
أو أكلم في المهد عن العشقِ صبية ،
أو أتعلم قسمة العناق المطولة على اثنين ..
قطتي المجنونة ، تلهو كطبيب بخيوطِ عقدي النفسية ،
تغزل بقلق حروف مخاوفي
عند ميلاد قصيدة ،
وتلعب بالنار ،
حين تنبشُ قبورَ الماضي ،
وتفتح توابيت من رحلوا لتكتشف سر الموت ..
وتدخل حين تتماهى مع الذات ،
في مناطقي المحظورة
أمنياً ،
وتستخدم حبري السري في كتابة مذكراتها ،
كي لا تعلن على الملأ ريبتها
في عشقي
لفراشةٍ جديدة ،
تحومُ طوال الليل حول وسادتي ..
وأسماء من أشعلنَ
بقبلةٍ جهنمية النارَ في حقولِ مشاعري ..
ومن أحرقن بلمسةٍ ساحرة
أشجارَ الخيال ،
والأحلام
التي تُرَفرِفُ قبل شروق الشمس بلا أجنحة ،
لتُوقِظَ خيالَ الحقلِ من النوم ،
ليقرأَ على روحي
الفاتحة ،
ويُرَدِدَ خلفَ العصافيرِ ترانيمَ الصباح ..
قطتي المجنونة ، تمزق صورة " مارلين مونرو
"
التي يضاجعها الحائط من الخلف ،
وتطاردُ أوقات الفراغ ،
إناثَ الفئران
التي تتسلل من أفلام الكارتون ،
لتقضي في حضني الدافئ ، عطلة نهاية الأسبوع ..
لكنها تلتزمُ الصمت ،
حين ترى
عَيْنَ قريني الحمراء ، ويعلو برأسي نباحُ أفكاري
الضالة ..
وتبكي من الخوف ،
حين ترتعدُ في دمي الكلمات
وتستوطن أسراب الجراد فراغ جمجمتي ..
وتحلقُ بعيداً بعيدا ،
عندما تتجاوز
الأحلام
قدراتي / حدودَ السنين / أسوارَ مخيلتي ..
وينتابها القلق ،
حين يسكن اليأس ملامحي ،
وتحفرُ الدموعُ بوجهي نهراً من التجاعيد ،
تقيمُ على ضفافه إحدى الجنيات
التي هربت من البحر ،
لتخبرَ عرائس النيل ، بأسماءِ عشيقاتي من الغرقى
..
لتكتبَ على جذع شجرة
عنوان شرنقتي ،
على شراعِ مركبٍ نيلي ، مواعيد مؤتمراتي الليلية ،
وتنشر مغامراتي التي تثيرُ الفتنة ،
على ( الجدار العازل )
بيني
وقلب امرأة ،
لا تغفر في خريف العمر ، نزوات رجلٍ ضرير ..
امرأة تحرض ضدي الريح ،
وتدعو أوراقَ
قصائدي الصفراء ، لمقاومة السقوط في الرذيلة ..
امرأة تنشر على جثتي الشائعات ،
ومنشوراتها السرية
على جدران
الجنة ،
وتُوَسْوِسُ في أذن تفاحةٍ عذراء ،
سقطت
عن طريق الخطأ ،
ذات جماعٍ على المائدة ،
أن " نيوتن "
ليس سريعاً بما يكفي ،
ويعاني من ضَعْفٍ جِنسيٍّ في الذاكرة ..
وأنه قد جانبه الصواب ،
حين أعلن لنساء
العالم ،
( أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ،
ومضاد له في الاتجاه ) ..
تقول:
بعض الأفعال البسيطة ،
قد تسير بنا
في نفس الاتجاه إلى الجحيم ،
وقد تدفعنا ب مقدارٍ أكبر نحو الموت ..
قطتي المجنونة ، حين تنظرُ للسماء لتدعوَ عليَّ
الرب ،
تُحَذِّرُ نجمةً مُطَلقة ، أرملةً لم تكمل عدتها ،
من الوقوع في أحضانِ رجلٍ
لا يُؤمِنُ بالجاذبية ..
أو رائد فضاء ، يداعب كل ليلة امرأة ،
بلا وزن
فوق سطح القمر ،
وهو يقشر حبتين من الرمان ..
أو حطابٍ حقير ،
يكشفُ
على صفحات السوشيال ميديا
- بلا مبالاة - عن ساقِ شجرةٍ محجبة ،
ويُجَرد
- دون ورع -
زهرةً تحفظُ أسماء الله الحسنى من ملابِسِهَا ،
وينزعُ عن نضرتها أوراق التوت ،
ويُلقيها واحدةً تِلْوَ
الأخرى ،
من سماءِ شهوتهِ السابعة ،
مع شعاراتهِ الكاذبة على الأرض ..
أو سِكِّيرٍ
من العصر الحجري لم ينقرض ،
يعصرُ منذُ بداية التاريخ ، بأصابعهِ الخمسة ثمار
اللذة ..
ويصيبُ بكأسٍ واحدة ، قلبَ امرأةٍ في مقتل ..
أو عالمٍ كمومي ،
يهوى
العيش بلا مكان في اللا زمن ،
والثأر
من " أينشتاين "
حتى يحمل صاغراً كَفَنَهُ على يديه ،
ويعيدُ ( نسبياً )
قطة
" شرودنجر " إلى البيت ،
قلبه الذي توقف عن النبض إلى الحياة ..
أو شاعرٍ عقيم ،
ينفخُ
في حروفِ قصائده ، ليخلقَ من الوهم امرأة ،
تُعِيدُ ترتيب عظام جمجمته ،
تلملم نفاياتِ أفكارِهِ ،
أشلاءَ أحلام
اليقظة ،
المتناثرة على أرفف مكتبته أو هامش الوقت ..
امرأة تُنَظِمُ خلف الأبواب المغلقة ،
الفوضى التي تُحْدِثُهَا
شياطينُ الشِعرِ
كل مساء ،
حين
يكونُ غائباً عن الوعي ، وروحه هائمة في ملكوت
الله ..
محمد حبشي / مصر ..