محطّات لعابر سبيل..
ماهر محمد
1-
لستُ مضطراً لإثبات وجهة
نظري لأحد
لا للغزلان الشاردة
بين خصلات شعرك
هروباً من قطيع أناملي..
ولا لذلك الكنز في صدرك،
الشامة المُختبئة من معول
عينيّ..
ولا لقطرات العرق في
غياهب سُرّتك
إنها من البديهيّات،
أنا عابر سبيل
فاسقني ولك الأجر..
*****
2-
العالم صغيرٌ جداً يا
عزيزتي
كرحلةٍ..
كقطارٍ غادر سكة العاشقين
ودهس القرى..
كمحطةٍ لم يصل إليها بعد
ليدٍ تُلّوحُ في الفراغ..
ك ثغرك.. حين ألتقي به
ما أن ينطق أحبك
ويُقبّلني
فأصل..
كقطارٍ لم يدهس قرى..
لمحطةٍ..
ليدٍ لوّحت طويلاً
في الفراغ..
كرحلةٍ من بعيد
قلت لك سابقاً ولم تُصدق
هذا العالم صغيرٌ جداً..
*****
3-
لا تستغربي وأنا أُقبّل
الشواطئ
وأرصفة الموانئ
والسُفن
والقوارب
وسُتر النجاة
والنوافذ
وحكايات البحّارة
إن قبّلتُ النوارس
والأبواب الموصدة
والمفتوحة
وأكواب القهوة
والأوراق
والأختام
والكونتينارات
والروافع
وإن مسحت على رؤوس
الموظفين وقبّلتهم
لا تستغربي
لأني نذرت كل ذلك
إن أنت من هناك
عدتِ..
*****
4-
غير مُصدقٍ لما حدث
أتحسس بأصابعي شفتيك
كلما نطقت أحبك..
وبصوت خافت،
قبل أن تنطقي بكلمةٍ
أُخرى
أقول : اشششش
وألتفت
وكأني أُنصت جيداً
لصدى الكلمة..
كمن يبحث عن المصدر..
" فقط..
وأريد أن أبكي"..
----------------------