الشاعر علي مراد
في رثاء الصديقة الشاعرة ميس محمد حموي رحمها الله..
(( هذا
الرحيلُ يتركُ في حناجرِنا طعمَ المرارةِ الممزوجِ مع رائحةِ دخانِ العرباتِ
العائدةِ من دمشقَ إلى طرطوس ...
رحيلٌ مبكِّرٌ يبكي
ظلَّنا
لنركضَ إلى خيامِ الفقدِ
وتأخذُنا أغنيةُ
( تعب
المشوار ) إلى ما وراءِ الغصَّة ))
ميس أخبريني
كيف أقنعُ شانيا دون أن
أخدشَ زجاجَ قلبِها
دونَ رخصةٍ لانهمارِ
الدَّمعِ
أنَّكِ لن تشرقي بعدَ
الآن
لن تكسي الحروفَ بشالِكِ
في غمرةِ هذا الصقيعِ المتأصِّل ...
لن تتمايلي فوقَ زُرقةٍ
أدمنتنا
ونخافُها
زرقةٌ تستوطنُ عيونَ
دميةٍ من لحمٍ ودمّ
لن تتبختري على سطورِ
الكتابةِ
حتى لانهاياتِ الحبر ...
يا ميس
هاجَ البحرُ وتيتَّم
والنوارسُ تصيحُ بحنجرةٍ
عطشى ...
من يحقنُ قناديلَ البحرِ
بضحكتها ليضيءَ المحيطات
ونرى كيف تتوضَّأُ رمالُ
الشاطىء
وتصلِّي في حضنِ موجة
ولنرى المراكبَ التي
تحملُ قلوبَنا الخضراء
إلى مدنِ الفحمِ
والمؤامرات
ففي البحرِ يا ميس رسائلُ
اليُتمِ تُولد.
علي مراد