إبراهيم عبدالفتاح شبل
زادني رهقا
بعد وقت طويل امام المرآة اتفحص ملامح الوسامة
بوجهي واتغزل بما وهبت من جاذبية وحسن بالخلقة
وفجاءة رأيت عينين جاحظتين أحمرت وشعر أبيض
وتجاعيد بالوجه
فسألت نفسي من هذا الذي غاب عني
حتى صار شيخا وكهلا كبيرا
فوقفت معه اتحدث طويلاوهوصمت يتاملني وكأنه آلة
تصوير أو كأني وقعت تحت جهاز أشعة يريد أن يتفحصني جيدا وأنا مازلت أتحدث ولكن
بسرعة كبيرة وهو صامت ولكنه في هذه المرة ينظر إلي مبتسما متعجبا من إضطراب جهاز
الصوتي الذي أخذ يصدر كلاما غير مفهوما ولكني وجدت يتحدث ويقول هون عليك وهدي نفسك
قولت كيف أهدى وقد حملتني جميع أوزار عمري فوق كتفي. لماذا أتيت ومن ناداك؟ لقد
غبتني عني كثيرا فكنت لا أبالي ولا أخاف من أحد فكنت عنتر زماني بل فيلسوف بأهل
الكلمة واجمع وأكنز من كل طريق أتيح لي أن أسير فيه فلا يهمني طرق تحقيق الهدف
فكنت
دائما أقول الغاية تبرر الوسيلة وأنت
نائم وقد أجبرتك على الموت بداخلي
ولكني لم اعلم أني ساقف بهذا اليوم امامك كالفأر
مذعورا منك وكأنك أحد ملائكة الحساب فرد قائلا وقال لي اصمت لقد تحدثت بعزك شبابك
بقوتك وسطوتك وبجهل فصاحتك ولم تسمع لصوت عقلك أو شعور. قلبك مرة لقد دوست بقدمك
على تراب كان يوما بشرا ولم تتعظ في نفسك ولم تنظر إلى نعم الله فيك
فتخر ساجدا الآن وأنت مشرف على الرحيل وقد هدأت
نفسك وأصبحت بصيرتك أحد من بصرك وعقلك لم يعد ينتصر لجهلك ووجدت النور يدخل من شغف
قلبك وكأني بعثت ليك من يوم القيامة لأقول لك إنك تسير بالطريق المستقيم فلا تحيد
ولاتتبع خطوات الشيطان وكون عبدا شكورا واعبد ربك
بأناء الليل وأطراف النهار وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك وإتقن بالأمانة عملك
ولتكن عجولا بإصدار الأحكام فدائما بالتآني السلامة وبالعاجلة الندامة
وفجاءة إنتبهت لحظة نفسي
بحالة إرتياح لم أعهده بحياتي
مناديا بصوت مرتفعا عاليا يسمعه القاصي والداني
اقول له ما زدتني إلا رهقا بهذا الحب
يا سيدي بهذا الطريق
الكاتب/إبراهيم شبل