قصيدة ثملة على هامشٍ في دفترٍ صغير..
ماهر محمد
هذه القصيدة الثملة
تترنّحُ في الجوار..
ها أنا أراها من شُرفتي
ترتطمُ بجدران الليل
حاملةً بطحة كلمات
تشتمُ..
تقذفُ نافذة الرأس بالحجارة..
تتشاجرُ مع المّارين بين الأسطر..
تارةً تبكي..
وتارةً تضحك..
تُشعلُ سيجارتها بالمقلوب..
تغمزُ للشعراء الواقفين على ناصيتها..
تتمايلُ أمامهم
بجسدٍ شبه عاري..
تستدرجهم للكتابة على جسدها..
المسكينة!
لا تعلم أن الشُعراء مُفلسون من السعادة
ويكتبون حُزنهم في العادة..
يُفرغون بُؤسهم على هامشٍ في دفترٍ صغير..
وينشرون حُطامهم في كل مكان..
لا يملكون ثمن ضحكةٍ في جيوب الحبر
لا يملكون ثمن بطحة!
يفتحوها لها على طاولةٍ منسيّة..
ليس هناك ما يُسمى "همّت به وهمّ بها"
هذه القصيدة تتحرّش بكل شاعرة..
بكل ما هو جميل..
تُطارد نهودهنّ وشاماتهنّ
تتغزّل بعيونهنّ الواسعة
وتتّرجى الشفاه الطازجة
ولا تطلب أي شيء من روحهن..
هذه القصيدة يا سادة
مُتوّحشة.. ساديّة.. عنيفة وشاذّة..
أين كُنّا؟
نعم.. تذّكرت..
تُهّرب قطع الحشيش على حُدود النص..
تُرّوجها للفواصل والفتحات والضمّات الفقيرة
في الأحياء العشوائية..
وتنتشي معهم..
هذه القصيدة ترتاد حانات اللغة..
وتتكلّم لغة الحانات..
تمزج كل المشروبات الروحية ببعضها..
ثم تفسخها لنصفين،
نصفٌ لرأسها المرصّع بعلامات الإستفهام
والنصف الآخر لقلبها المحشوّ بعلامات التعّجب..
هذه الثملة
طُردت من رحمة الله..
لُعنت من ملائكته
ولن تُقبل لها صلاة شعراء
لمدة أربعين قصيدة..
ماهر..