جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

الحقوق الإسلامية (21) حق الحياء

الحقوق الإسلامية (21) حق الحياء

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقوق الإسلامية والحلقة الحادية والعشرون

حق الحياء

قسم بعض العلماء ورجال الدين الحياء إلى أنواع ومنها :

الحياء من الله.

الحياء من الملائكة.

الحياء من الناس.

الحياء من النفس.

والحياء من الله : حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه ، وأنه سبحانه معه في كل حين ، فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة أو مرتكبًا لمعصية .

قال الله عز وجل : {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}العلق .

وقال : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ق .

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على إطلاعه على أحوال عباده وأنه رقيب عليهم وقد قال النبي صل الله عليه وسلم لأصحابه : إستحيوا من الله حق الحياء . فقالوا : يا رسول الله ! إنا نستحي . قال : ليس ذاكم ، ولكن من إستحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد إستحيا من الله حق الحياء (صحيح الترمذي).

وهذا الذي ذكرته بالحديث لا ينافي أن يأخذ الإنسان نصيبه من الدنيا بما أحلَّه الله؛ لقوله تعالى : ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ القصص

فيأخذ المرء ما يكفيه ويَسُدُّ حاجته ، ويمنعه من تكفُّف الناس وسؤالهم ، إنما المذموم هو الإنشغال بملذات الدنيا وأن يجعلها المرء همَّه .

فقد جاء في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم قال : مَن كانت الآخرة همَّه ، جمع الله شمله ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا صاغرة ، ومن كانت الدنيا همَّه ، شتَّتَ الله شمله ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له .

فهذا جِماع الاستحياء من الله .

خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة فقال له ا: ما يرانا إلا الكواكب . قالت : فأين مكوكبها ؟ تعني أين خالقها .

و قال العلماء : من أعظم أنواع الحياء ألا يراك الله حيث نهاك ،

وهذا الصنف من الحياء أشار إليه النبي صل الله عليه وسلم بقوله : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

ولله در القائل :

وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة .. والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحيي من نظر الإله وقل لها ..

إن الذي خلق الظلام يـراني

والحياء من الملائكة :

قال بعض الصحابة : إن معكم مَن لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم . وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله : {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}الانفطار .

وقال ابن القيم رحمه الله : أي إستحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام وأكرموهم وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم ) والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم .

فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه وإن كان قد يعمل مثل عمله ، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟!

وكان أحدهم إذا خلا يقول : أهلاً بملائكة ربي .. لا أعدمكم اليوم خيرًا   خذوا على بركة الله .. ثم يذكر الله . والحياء من الناس :

فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : لا خير فيمن لا يستحي من الناس .

وقال مجاهد : لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه .

وقد نصب النبي صل الله عليه وسلم هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا فقال : ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت

(حسنه الألباني) .

والاستحياء من النفس :

من إستحيا من الناس ولم يستحِ من نفسه فنفسه أخس عنده من غيره فحق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدًا من نفسه كأنه يراه ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة .

فإذا كبرت عند العبد نفسه فسيكون إستحياؤه منها أعظم من إستحيائه من غيره .

قال بعض السلف : من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر .

إن الحياء تمام الكرم وموطن الرضا وممهِّد الثناء وموفِّر العقل ومعظم القدر :

إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره ...

من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا

وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها ...

جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا

إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له ...

ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا

والحياء عند علماء الأخلاق أساس كل الفضائل والإنضباط الأخلاقي وهو العمود الفقري لكل الآداب والسلوكيات الراقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم ولا يفارقها أبداً في كل المواقف  

وهو الذي يحدد ملامح شخصيته المتميزة ويدفعه دائماً للحفاظ على عقيدته وكرامته كما أن هذا الخلق الكريم يجنب من يتحلى به ويحرص عليه كل سلوك قبيح فيكون مثالاً لكل سلوك متحضر .

رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية من رب العالمين

و نستكمل حديثنا في حلقة الغد إن شاء الله

كل التحية

عزة عبدالنعيم


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *