إبراهيم عبدالفتاح شبل
حكاية صائم (4) أيقونة العمل(أم أحمد)
زوجة عثمان
الفلاحة المصرية التي تزحمت بهموم الحياة والمسؤولية حول خصرها وكأنها تربط عداد
الأيام حتى لايسبقها وخصوصا امام عبء الحياة الثقيلة وهي كطواحين الهواء بمحاربة
الرياح التى لاتهدا هكذا كانت حياة أم أحمد كما تحب أن يناديه أهل قرية التي اعجب
بها معظم فقد تحولت من إمرأة مترف ذات مال لاتعمل إلا في بيتها إلى فلاحة مصرية تحمل زوجها أثناء مرضه
حتى توفى
تاركا أسرته في يد أمينة فقد تكفلت بأمر أسرتها حتى نفذت مدخرتها ورفضت التسول حتى
من أقرب الناس إليها وإلى زوجها فقررت إلى الإعتماد على عقلها وذراعها فحزمت الربط
على خصرها لتعمل مع فلاحات القرية بزراعة الأرض وهي تحمد الله على ما تحصل عليه من
مال وبعد فترة قررت أن تجعل من بيتها سوق لشراء الخضراوات والألبان وتوريدها إلى
مصانع الإنتاج حتى صارت الأشهر بسبب أمانتها وخوفها من الله وخصوصا بالتجارة
فكانت دائما
تحرص على الحلال
مع إن هذه
المهنة تشقي الرجال إلا أنها تمسكها بمبادئ الخلق القويم والسلوك المحترم فقد
أكبرها كل رجل يتعامل معهاويقدرها حق التقدير وخصوصا وقد علم الجميع بعطائه من
القليل التي كانت تحصل عليه كأرباح من تجارتها مع الله فكانت تساعد الأرامل مثلها
على العمل وليس على التسول فزدات ثرواتها كلما تاجرت مع الله ولذلك كانت مثالا
وقدوة لأولادها وبناتها والكثير من أهل القرية والقرى المجاورة فعملت على بناء
مصنعا للإنتاج منتجات الألبان وكانت تقول للنساء دائما الصلاة والصوم ومراعاة الله
هم مفتاح الخير والنجاح وخصوصا التجارة مع الله تربح الكثير فالحياة وتصنع لك حياة
بعد الحياة هكذا أم أحمد التي صارت أيقونة للعمل والنجاح
الكاتب/إبراهيم
شبل
