محمد سعيد حسين
ربّما.. على رصيفٍ ما
في حجرتي الضيّقة،
ليس الظّلام كلّ ما يملأ المكانَ..
خوفي أيضاً!.
أستحضرُ - بانكسارٍ - غيابَكَ الصّامتَ
أتداولُ النّدبَ مع حضوركَ،
وفي الهزيع الأخير من السّكرةِ،
الكلماتُ تحبو على بساط الهذيان..
تقولُ، وأقول..
الحديثُ المتشابَهُ
والانكفاء المحكمُ لمتعة النّشوةِ الأولى..
التّأويلُ الأخرقُ..
اكتشاف الحالمين بمتعةِ الصّعود.
***
ماذا تريد، وأريد؟؟
كأنّي أعيد اكتشافكَ..
كنتَ نقيّاً، وكنتُ مرميّاً على قارعة الشّكّ..
كنتَ جميلاً
وكنتُ مأخوذاً بسطوة القبح..
كنتَ أنت، وكنتُ كما أنا
أزليُّ الخوف، أبديّ الاحتراق
بنارٍ لم تُوقَد قطّ
***
مسكوناً بغيابك الجليلِ
ألعق خيبتي كما يجدر بي
أحصي هزائمي كقائدٍ أدمنَ الهزيمةَ
ولا يليقُ به أن يجرؤ على الاعتراف..
ثمّة أملٌ بعزاء..
أن تطلّ مباغتاً.. ثمّةَ بالبابِ، قامةٌ أنضجُ من
الغيم الموشك على الهطول،
تعبقُ بالحزنِ،
وترفل بالحزنِ.. ثَمّ بالبابِ، بابٌ يضحك..
***
حريّ بنا أن نتشاطرَ الحزن على رصيفين متقابلَين..
غربتكَ، ومنفاي..
بقلبين أضنتهما غوايةُ الحنين..
ربّما يعودا إلى...
ربّما لن يصِلا أبداً..
ربّما ما..
ونلتقي على رصيفٍ ما..
***
أيها الوقتُ،
لو أمهلتَني قليلاً..
قبل أن أبدأ برشّ أصابعي
على ملحِ بقاياكَ العائدةِ إلى أوّل الجرح..!
لو..
أيها الوقت...
.
محمد سعيد حسين
سوريا