ايحمد و سفيان في سفر واحد
العقيد بن دحو
كتبت عدة مرات حول الإخوة الأعداء(ايحمد و سفيان)
و كنت في كل مرة أعود إليهما عودة العاشق الولهان . ولأن المكتوب من عنوانه ، منذ
البدء شدتني الفكرة التواتية المنقولة بالرواية الشفوية أبا عن جد ، من شيخ إلى
شيخ ، ومن جد إلى جد ، ومن اب إلى اب، ومن حفيد إلى حفيد ، كون التراث الأفريقي
عموما ينتقل هكذا طبقا الحكمة(هامباتابا )
: " كلما توفي عجوز أفريقي تحترق
وراءه مكتبة " !.
ما شدني بالرواية الشفوية ذاك المتخيل الدرامي ، و
كنت دائما اتساءل كيف يفوت. على الباحثين و الدارسين هذه التحفة الفنية الرائعة
التي تجمع بين الحلم و العلم ، بين التدوين و ما قبل التدوين ، بين التاريخ و
الشبيه بالتاريخ و كذا مقومات النجاح ؛ النجاح الشامل الاعم.
القصة تجمع بين الشعر و النقد و الفلسفة و التاريخ
، فهي ليست مجرد صراع عائلي او يحاكي صراع. اجتماعي من اجل ميراث او شيئ من متاع
الدنيا و انما يعكس صراع حضاري. كان لا بد أن ينجم عنه الفراق المر المكره لا بطل.
علمتني جل الحضارة الإنسانية في مجرى التاريخ عندما يفترق الاخويين ،وكل منهما
ياخذ سبيله ؛ كل منهما يؤسس مدينته.
فعندما سافر اوديب ملكا و ثيسيوس في سفر درامي كل
منهما آسسا مدينته . فكما تعود ( اثينا) لاوديب ملكا، و (ارجوس) لثيسيوس.
كما نجد في مأساة اونتجون صراع درامي بين الأخوين
بولينيس و اورديس
وصراع قابيل و هابيل.
المعالجة التاريخية او المعالجة الدرامية لا نكتفي
بالسرد المحلي فقط. بل ينبغي المقارنة بما
يشبهما من آثار الشعوب الآخرة من جميع روائع الفكر الإنساني، و من كل المناهج و المدارس و المذاهب. و بقدر
ما تكون محليا بقدر ما تكون ما تكون عالميا كما قال (روجو).
الأجمل و الاروع من هذه التحفة التراثية التي لم
توظف في اي مجال من المجالات او في اي فن من الفنون هي الصراع الذي يؤدي إلى تأسيس
المدن. بل إلى تاسيس الحوار الحضاري كما ورده المفكر المستشرق روجي غارودي.
فافترقت السبل بين الاخوين و أسس يحمد حاضرة توات
، بينما أسس سفيان اقليم او حاضرة قورارة.
بل اسسا المدنتين معا، مدينة توات و مدينة
تميمون. المدينة مهمة في الانثربولوجية ،
المدينة بالحضارة الاغريقية تسمى (بوليس)
/ Polis بمعنى احسن معلم . فلينظر كل باحث كم من عالم بالمدينتين و أهمية الحاضرتين
عند كل الاجناس ، ليس لموقعهما الجغرافي او الايكولوجي و انما الإنساني.
لا بد من الرجوع إلى التاريخ . وقراءته من جديد و
إلى الحاضر و تامله و إلى المستقبل و تقديره ، ليس على حسب المكون كان يا مكان او
أخوة كان ؛ انما سيكون. ليس كما هو كائن و
انما كما يجب أن يكون.
ما أجملها و اروعها رواية تنقلها و تتوارثها
الأجيال من جيل إلى جيل. لكن الاروع و الأجمل لو نقلت و تحولت إلى جنس آخر من
الرواية الشفوية إلى الرواية الفنية ، إلى سمفونية موسيقية. إلى لوحة فنية. إلى تمثيلية.
سمعت مؤخرا ان رساما شهيرا فرنسيا رسم لوحة فنية
ليحمد و سفيان
واخشى ما اخشاه ان تنقل التحفة الفنية من منطقة
توات و قرارة إلى التراث العالمي كمل نوقل (سيدي هدارة) الولد الذي تربى مع النعام
إلى دليل المعلم. ومن منطقة خط ادرار
تندوف إلى السويد مع الكاتبة العالمية ،(مونيكا زاك)....! .
كل هذا سوف يحدث لتراثنا و نحن نياما في بلهنية !.
تراثنا يسرق منا و يتحول إلى حضارات اخرى تغني به
دول اخرى. او كما قال (مالرو) : لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ "
.
الشبيه بالتاريخ جميع الروايات الشفوية الني سرعان
ما اذا وجدت العين الباصرة و البصيرة المستعدة و اليد الماهرة يتحول كل شيئ يلمسه
مادي و اللامادي إلى حياة يهز الخلق من ديباجته.
فهناك دائما انصاب تتكلم و انصاب تغني كما يقول
بول فاليري. بمعنى اذا كانت الرواية شعرا
مقروءا، فإن الشعر رواية مغناة .
اعيدوا اكتشاف ايحمد و سفيان بعيون الرسام
الأوروبي و بعيون الباحثة السويدية مونيكا زاك.
بمعنى وفق وجهة نظر عالمية و البقية......بحث !.
ايحمد و سفيان في سفر واحد
العقيد بن دحو
كتبت عدة مرات حول الإخوة الأعداء(ايحمد و سفيان)
و كنت في كل مرة أعود إليهما عودة العاشق الولهان . ولأن المكتوب من عنوانه ، منذ
البدء شدتني الفكرة التواتية المنقولة بالرواية الشفوية أبا عن جد ، من شيخ إلى
شيخ ، ومن جد إلى جد ، ومن اب إلى اب، ومن حفيد إلى حفيد ، كون التراث الأفريقي
عموما ينتقل هكذا طبقا الحكمة(هامباتابا )
: " كلما توفي عجوز أفريقي تحترق
وراءه مكتبة " !.
ما شدني بالرواية الشفوية ذاك المتخيل الدرامي ، و
كنت دائما اتساءل كيف يفوت. على الباحثين و الدارسين هذه التحفة الفنية الرائعة
التي تجمع بين الحلم و العلم ، بين التدوين و ما قبل التدوين ، بين التاريخ و
الشبيه بالتاريخ و كذا مقومات النجاح ؛ النجاح الشامل الاعم.
القصة تجمع بين الشعر و النقد و الفلسفة و التاريخ
، فهي ليست مجرد صراع عائلي او يحاكي صراع. اجتماعي من اجل ميراث او شيئ من متاع
الدنيا و انما يعكس صراع حضاري. كان لا بد أن ينجم عنه الفراق المر المكره لا بطل.
علمتني جل الحضارة الإنسانية في مجرى التاريخ عندما يفترق الاخويين ،وكل منهما
ياخذ سبيله ؛ كل منهما يؤسس مدينته.
فعندما سافر اوديب ملكا و ثيسيوس في سفر درامي كل
منهما آسسا مدينته . فكما تعود ( اثينا) لاوديب ملكا، و (ارجوس) لثيسيوس.
كما نجد في مأساة اونتجون صراع درامي بين الأخوين
بولينيس و اورديس
وصراع قابيل و هابيل.
المعالجة التاريخية او المعالجة الدرامية لا نكتفي
بالسرد المحلي فقط. بل ينبغي المقارنة بما
يشبهما من آثار الشعوب الآخرة من جميع روائع الفكر الإنساني، و من كل المناهج و المدارس و المذاهب. و بقدر
ما تكون محليا بقدر ما تكون ما تكون عالميا كما قال (روجو).
الأجمل و الاروع من هذه التحفة التراثية التي لم
توظف في اي مجال من المجالات او في اي فن من الفنون هي الصراع الذي يؤدي إلى تأسيس
المدن. بل إلى تاسيس الحوار الحضاري كما ورده المفكر المستشرق روجي غارودي.
فافترقت السبل بين الاخوين و أسس يحمد حاضرة توات
، بينما أسس سفيان اقليم او حاضرة قورارة.
بل اسسا المدنتين معا، مدينة توات و مدينة
تميمون. المدينة مهمة في الانثربولوجية ،
المدينة بالحضارة الاغريقية تسمى (بوليس)
/ Polis بمعنى احسن معلم . فلينظر كل باحث كم من عالم بالمدينتين و أهمية الحاضرتين
عند كل الاجناس ، ليس لموقعهما الجغرافي او الايكولوجي و انما الإنساني.
لا بد من الرجوع إلى التاريخ . وقراءته من جديد و
إلى الحاضر و تامله و إلى المستقبل و تقديره ، ليس على حسب المكون كان يا مكان او
أخوة كان ؛ انما سيكون. ليس كما هو كائن و
انما كما يجب أن يكون.
ما أجملها و اروعها رواية تنقلها و تتوارثها
الأجيال من جيل إلى جيل. لكن الاروع و الأجمل لو نقلت و تحولت إلى جنس آخر من
الرواية الشفوية إلى الرواية الفنية ، إلى سمفونية موسيقية. إلى لوحة فنية. إلى تمثيلية.
سمعت مؤخرا ان رساما شهيرا فرنسيا رسم لوحة فنية
ليحمد و سفيان
واخشى ما اخشاه ان تنقل التحفة الفنية من منطقة
توات و قرارة إلى التراث العالمي كمل نوقل (سيدي هدارة) الولد الذي تربى مع النعام
إلى دليل المعلم. ومن منطقة خط ادرار
تندوف إلى السويد مع الكاتبة العالمية ،(مونيكا زاك)....! .
كل هذا سوف يحدث لتراثنا و نحن نياما في بلهنية !.
تراثنا يسرق منا و يتحول إلى حضارات اخرى تغني به
دول اخرى. او كما قال (مالرو) : لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاريخ "
.
الشبيه بالتاريخ جميع الروايات الشفوية الني سرعان
ما اذا وجدت العين الباصرة و البصيرة المستعدة و اليد الماهرة يتحول كل شيئ يلمسه
مادي و اللامادي إلى حياة يهز الخلق من ديباجته.
فهناك دائما انصاب تتكلم و انصاب تغني كما يقول
بول فاليري. بمعنى اذا كانت الرواية شعرا
مقروءا، فإن الشعر رواية مغناة .
اعيدوا اكتشاف ايحمد و سفيان بعيون الرسام
الأوروبي و بعيون الباحثة السويدية مونيكا زاك.
بمعنى وفق وجهة نظر عالمية و البقية......بحث !.