جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
فلسفةAkid Bendahou

أزهار الشر و الشر الأبيض

 

أزهار الشر و الشر الأبيض

العقيد بن دحو

يقول (هزيود) الشاعر الاغريقي صاحب رائعة (ثيوغونيا) / Theogonia : " معظم الناس أشرار؛ فمن يعمل الشر في الآخرين يفعل الشر في نفسه اولا " !.

لكن ان يكون للشر رائحة ولون وذوق وشم و لمس و سمع هذا ما لم أفهمه؛ اللهم إلا إذا كان ذاك التداعي في الوعي واللاوعي بما يغني به اللغة الشعرية ، او كان تسمى السونستاسيا او بالايكولاليا ، اي تداعي الخواطر بالاوعي ، كان تجعل المسموعات مرئيات ، والمشمومات اذواقا ، و الأذواق ملموسات وهلم جرا .......

كان يجعل الشاعر السيريالي (بودلير) من مذهب الحب من الأزهار التي تعبر عن الحب و الجمال شرا Les fleurs du mals ليس لان الورد شرا بطبعه او تطبعه و انما من اجل تحطيم سلوكا نمطيا كلاسيكية تقليديا ومن الجملة الشعرية معنى آخر غير المعنى الأصلي الذي خلق لأجله. كان الورود التي توضع على قبر الميت لا بدل على الميت ذاته و انما تدل على عظمة الميت . كان تعطى لكل كلمة في الجملة الشعرية تدفقا ساحرا اسرا شاعريا ، وتصبح الكلمات أساطير؛ اذ الأسطورة ميراث الفنون. صحيح لا تمنح الكسالى هدايا لامعة لكنها تمنح معنى ذهنيا و عدة معالجات اكلينيكية ومعالجات اقتصادية و معالجات سياسية و معالجات اجتماعية شتى .....

كما ان أعطى الأدباء و المفكرين و الباحثين اتجاهات عنصرية و عرقية للشر ، حين وصف المفكر المستشرق روجيه او رجاء غارودي الاستعمار الأوروبي و الامريكي للقارة السمراء بالشر الأبيض!. يوم اقتيد الرجل الاسمر الأفريقي  مسبقا ومصفدا ،و اقتلع من جذوره ، نوكل به و بيع كما تباع البضائع في أسواق التخاسة و العبيد الأوروبية.  وذنبه الوحيد كان اسودا .

هذا اللون الذي منح للشر (الابيض) ،  و هذه الرائحة الورود و الربيع الذي منح للشرجاء ليحطم قاعدة نمطية للشعر الكلاسيكي و الذهاب به قدما إلى ما بعد الحداثة . ليؤدي الشعر اغراضا اخرى طبقا للغة العصر. يمنح معنى جديد و لغة جديدة للقربى الشعرية ذات الاتجاهات العالمية ، أين يصير ما يميز البشر يميز الأشياء،  الإنسان مضافا إلى الطبيعة.

اذن عندما تمنح للشر لونا وذوقا ذاك حيال حرية الإنسان،  بل تكون نهاية هذه الحرية نهاية هذا الشر، الشر الذي لابد منه بما اننا في مجتمع التحديات البشرية لآ الآلهة و لا الملائكية. الخطأ و الصواب اصيل  ، يمكن التقليل من هذا الخطا لكن لا يمكن القضاء عليه.


***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *