هولاكو وإسرائيل خير العارفين بالدور القومي للمكتبة الوطنية
العقيد بن دحو
سألت صحافية وزير الحرب
الإسرائيلي ابان الحرب على لبنان 1983 ، لماذا بالضبط ضربتم المكتبة الوطنية
اللبنانية ، وانتم تعرفون انها غير عسكرية و لا تحوي على مسلحين.؟
رد الجنرال وزير الحرب
كنا نضرب القلب النابض للامة العربية قاطبة، حتى تعجز عن التفكير !.
الغريب و العجيب يوم ذاك
عبر مجموعة من المفكرين و الباحثين العرب عن الحالة بالصفر التاريخي...!
وكان ليس التاريخ وحده من
يعيد نفسه - مرة في شكل مأساة ومرة أخرى في شكل مسخرة - و انما الصفر العدي و الكمي و الرقمي سواء كان
الصفر على اليمين او الصفر على اليسار ، ومن تمة ياتي الأشكال!؟
للأسف العرب العاربة و
المستعربة لم تع بعد بالدور الخطير للمكتبة الرئيسية القومية. وحده هولاكو و
إسرائيل و المستعمر عموما ساعة ما يستعمر بلدانهم يدمر مكتبتها القومية و الوطنية
، ثم يأتي على المتحف و الرموز و التماثيل
!.
علمنا التاريخ ؛ بل ما
قبل التاريخ ان ساعة ما هاجم ( البيسيستراس) بمعنى برابرة الفرس إيران حاليا على
المدينة ميلوس الاغريقية ، هدموا معالمها ورمز ايقوناتها وهدموا مسارحها . نفس العمل قام به هولاكو عندما رمى بامهات الكتب بنهري دجلة و الفرات و عاث
بالارض فسادا ودمارا بالبلاد و العباد ، و غير بعيد عن الغزو الامريكي للعراق حين
أسقط تماثيل صدام حسين و بعض الرموز الثورية القومية. وغير ذلك يوم أسقط طالباني تماثيل البودية
المنحوثة بجبال بورا بورا. و المصنفة عالميا لدى هيئة الاممية للثقافة و العلوم
اليونسكو ، ونفس الشيئ حدث في مالي و النيجر مع
جماعة ( بوكوحرام) يوم حطموا
المعابد الدينية و الاثار التاريخية و الشبيه للتاريخ !
اذن العدوان هو عدوان على
الإنسان في مجرى الزمن. وعندما تضرب اثاره و تهدم تضرب اسه و اساسه و مرجعياته و
خلفيات الثقافية و الفكرية. شواهده و
معالمه الحضارية التي رسمها و تبتها بالعرق و الدموع و الدم على الحجر نحتا و على
الورق كتابة ورسماا و على الجدران فنا عمرانيا مكانيا لفظا و لحظا و إشارة.
تفطنت مبكرا اسرائيل إلى
الدور الخطير الذي تلعبه المكتبة الوطنية حتى ان كانت مجرد صرحا او معلما حضاريا
صامتا. الا انه ساعة الشدة و الأزمة و
الحروب يتحول إلى قلعة و إيقاظ الهمم و ازدهار الوعي و زيادة الارتباطات بالدولة.
ومن خلال المكتبة الوطنية تاني بقية المعالم و القيم الاخرى...!
الغريب العجيب حتى البعض
من هم بالداخل الاشد وطأة على البلد حين تراهم يسعون إلى معادات الفنون الزمكانية
لأسباب دينية او عقائدية او اجتماعية يحرمون
و يحولون لاغراض ميكيافلية ماكلوهانية مبينة ، وهو لا يدري يقدم خدمات
استعمارية للآخر على مدى البعيد...
تشجيع الفنون و ممارستها
و منح الدور الخطير للمكتبة الوطنية ال ئيسية و مختلف فروعها توجع و تؤلم العديد ،
أصحاب المصالح بالداخل و الحنين للاستعمار بالخارج ، وبالتالي وبكل تأكيد عندما تسقط الكتاب من
أيدي تلميذ او طفل او قارئ ما تعم الامية و الجهل بالحرب و الامية و اللامبالاة.
اذ ولد تعلمه اليوم رجل
تنقذ غدا او كما تقول الحكمة.
اما اذا كانت غاية الكتاب
ان يقيم حوار بين الجمهور القارئ و جمهور الكاتب ، فإن المكتبة القومية الوطنية
غايتها ان تقيم حوارا بين كل جمهور الكتب المتواجدين برفوفها و الجمهور
العام. ان تقيم التوازن لين الإنسان و
المحيط. وإسرائيل ضربت هذا الحوار الداخلي
و الخارجية و سببت اختلال التوازن . انجر عنه فيما بعد حرب أهلية بين أفراد البلد
الواحد لا يزال يعاني منه ابنانىالشقيق منةتبعاته حتى الان !.