فريد مرازقة الجزائري
عَيْنَاكِ بحرٌ وَقلبِي زَورَقٌ ثَمِلُ
مَا بينَ أمواجِكِ
الهَوْجَاءِ ينتقِلُ
أدْرِي بأنِّي قتيلٌ
بِالحَيَاةِ وَ مَنْ
ذَاقُوا الهُيَامَ مِنَ
العَيْنَيْنِ قدْ قُتِلُوا
كُلُّ المُحِبِّينَ غرقَى
فِي بِحَارِهِمُ
إلَّايَ أغرَقُ حِينَ
المَوْجُ يَمْتَثِلُ
لَا تجْعَلِي العِشْقَ
بَحْرًا هادِئًا فَأنَا
لا أتقِنُ الغَوْصَ إلَّا
إنْ دنا الأجَلُ
لَا ترحمِي قلبَ خِلٍّ
للهيامِ أتَى
وَ كلُّ آلامِهِ فِي
عيشِهِ أملُ
آلامُهُ أمَلٌ، آمالُهُ
ألَمٌ
يرَى الذِي لا تراهُ
العَيْنُ وَالمُقَلُ
كأنَّهُ قيسُ ليلَى ليسَ
يُنطِقُهُ
إلَّا قصيدُ اشتياقٍ
بيتُهُ طلَلُ
هُبِّي كعاصِفَةٍ
وَلتُغْرِقِي كَلِمِي
فَلَا البسيطُ يعِي
شِعرِي وَ لا الرَّمَلُ
شراعُ قلبِي إليكِ
اليَومَ وجهَتُهُ
ما الرِّيحُ تُثنِيهِ عنْ
سيرٍ فمَا العَمَلُ؟
بحّارَتِي جُلُّهُمْ
هزُّوا رؤوسَهُمُ
وَ مَا عنِ الغَيْمِ فِي
إبحارِهِمْ سَألُوا
هلْ بعدَ ذَا أرفضُ
الإبحارَ فاتِنَتِي
ليُبْرِزَ الرَّيبَ فِي
ما قُدِّرَ الوَجَلُ؟
لَا لا! وَ رَبِّكِ لا! مَا الخوفُ أعرِفُهُ
وَ ليسَ يأبَى وفاةً فِي
الهَوَى رجُلُ
فريد مرازقة الجزائري