فريد مرازقة الجزائري
أرضٌ بِها أُدَبَاؤُها فُقَرَاءُ
أرضٌ بِها أُدَبَاؤُها فُقَرَاءُ
وَ بِها يُهَانُ العِلْمُ وَالعُلَمَاءُ
لَا تستَحقُّ مَكَانَةً أوْ رِفْعَةً
بلْ نَكْسَةً لِيَسُودَها السُّفَهَاءُ
لَا خَيْرَ فِيها وَالشَّدَائِدُ دَائِمًا
تحظَى بِها إذْ عِلْمُها الإلْهَاءُ
تبدُو بِقُوَّةِ زَائِرٍ لَكِنَّها
حينَ الحَقِيقَةِ مَا لَها أصدَاءُ
فيهَا البُطُونُ معَابِدٌ وَمساجِدٌ
وَ بِهَا الدِّيَانَةٌ غِبطَةٌ وَنِسَاءُ
تنسى الصَّدُوقَ وَ لَا ترَى إلَّا الَّذِي
بِكلامِهِ كذِبٌ و فيهِ رياءُ
الخَيْرُ فِيهَا مُنكَرٌ وَشِرَارُهَا
هُمْ من لهَمْ فِي جمعِهِمْ إعلاءُ
كَبِّرْ عليهَا ثُمَّ سِرْ لا تنتبِهْ
يومًا إليهَا!
إنَّ ذَا لَحيَاءُ
هِيَ كالهَبَاءِ مصِيرُهَا نثرٌ وَ هلْ
حينَ العَوَاصِفِ قدْ يُلَمُّ هبَاءُ?
أنثَى تُجَمِّلُ وَجهَهَا وَجمالُهَا
ما فيهِ رغَمَ صدَى البَهَاءِ بهَاءُ
تبدُو كجَنَّةِ حالِمٍ لجهُولِهَا
لَكِنَّهَا للعَارِفِينَ خوَاءُ
حتَّى المريضُ يعيشُ حينَ هرُوبِهِ
وَمصِيرُهُ بالعَوْدَةِ الإغمَاءُ
فارحمْ دُمُوعَكَ يا أخِي أوطَانُنَا
هِيَ أيْنَ تَحيَا فالحَيَاةُ بقَاءُ
فريد مرازقة الجزائري