حامد حبيب
جلالُ الدِّين الرُّومي
.........."""............
_هو :جلالُ
الدين مُحمّد بنُ محمّدبهاءُ الدين البلخى،
نسبة إلى"بلخ"...والرومى، نسبةً لبلاد
الروم التى تقع
فيها قونية.
_وُلد فى بلخ
إحدى مُدن خُراسان سنة٦٠٤ه -١٢٠٧م
.
_ كان أبوه ( بهاءُ الدين ) عالماً
مشهوراً فى الفقه الحنفى ،وعُرف ب"سلطان
العلماء" مع زحف جيوش
المغول نحو"بلخ"..هاجر(بهاء الدين) مع أسرته سنة
٦٠٩ه
- ١٢١٢م غرباً ، وظلت الأسرة تنتقل من بلد
إلى بلد حتى استقرت بمدينة "قونية" حيث توفى ابوه.
_تلقى (جلال
الدين) تعليمه على يد عالم معروف ،
هو(برهان الدين الترمذى) صديق والده ، وبعد وفاة
الترمذى،أصبح جلال الدين عالماً ومُدرّساً فى مدينة
"قونية".
_ فى سنة٦٤٢ه/١٢٤٤م
، التقى جلال الدين بصوفى متجوّل فقير،هو
(شمس الدين التبريزي) أو ( شمس
تبريز)
والذى كان من أصحاب الحُب الإله والوجد الربّانى..فعلتي(شمس تبريز) جلال
الدين،وقال له إنَّ
تلك
العلوم لاتساوى ذرّة
من الخبرة بالحب الإلهى،
فغيّر هذا اللقاء حياة جلال الدين كلها ، إذ حرّك
نار
الحُب الإلهى في
نفسه قوةَ الإبداع الشعرى ، فشرع
ينظم آلاف من الأبيات الشعرية.
_وفى ظروف
غامضة اختفى(شمس الدين التبريزي
وواصل
جلال الدين الترنُّم بالحب
الإلهى حتى وافته المنيّة سنة ٦٧٢ه
- ١٢٧٣م، وحضر جنازتَه عددٌ ضخمٌ من الناس من
كافّة الأديان والملل ، وأصبح ضريحه
مزاراً على مستوى العالم الإسلامي.
_ترك جلال
الدين،مجموعة واسعة من الأشعار،أكبرها
وأشهرها
ذلك الديوان الذى كرّسه
لشيخه " ديوان شمس تبريز"،وديوان"مثنوى معنوى" كما ترك
طريقة
صوفية
مسمّاة ب " المَولويّة " نسبة للقبه " مولانا "
وبالتركية"Mevleviyya"من
"Mevlana".. وجدير
بالذكر أن
حرف"v" ينطق"w
"أى حرف واو ،
وقد انتشرت هذه الطريقة فى كثيرٍ
من البلدان وخاصةً
فى آسيا وتركيا،وهى من أشد الطرق جذباً فى العالم
الإسلامى.
_ فهو شاعرٌ
عبقرى ، ليس
على مستوى العالم الإسلامي فحسب ، بل على مستوى العالم ،
ولم يلقَ
متصوّف مسلم شهرة كتلك الشهرة التى تلقّاها جلال
الدين الرومى فى الغرب،بل إنه فى مقدمة المؤلفين
الأكثر شعبية بين القرّاء على مستوى العالم.
_____________
_يقول فى
ديوان"شمس تبريز":
العُمر
الذى مرّ بلا عشقٍ
لاتحسبه أبداً
فالعشقُ ماءُ الحياة،تقبّله بقلبك وروحك
والعشقُ
عندما يكشفُ عن نفسه تخضَرُّ كُّل شجرة
ومن الغُصن الذى شاخ تنبثقُ كل ّ لحظة ورقة نضرة
...........
تلك الروح التى لايكون العشق الحقيقى شعاراً لها
من الأفضل ألّا تُوجَد ، فوجدها عارٌ لها
...........
قلتُ للعشق ذات ليلة،اصدُقنى القول:من أنت؟
قال: أنا الحياةُ الباقية وأنا العمر المتكرّر
.......... .
إذا كنتَ لاتعرف العشقَ فَسَل الليالى
سَل الوجه الشاحبَ ويبوسةَ الشَفة
..........
إنَّ
الروحَ مِن العشق
تتعلّم ألفَ نوعٍ
من الأدب
من ذلك الأدب الذى لايُمكن أن يوجد فى المدارس
...........
ولو أنّنى مدحتُ العشقَ بمائة ألف لُغة
أراهُ
أكثر حُسناً منها
بأجمعِها
___________________
إنها آلافٌ من
الأبياتِ عذبةٌ رقيقة ،
والقراءة فى دواوين (جلال الدين
الرومى) لايُمَلّ منها ، بل هى
قصائدُ تثيرُ الشهيّة للقراءة مع تذوّق وجدانى خاص.
_____________
حامد حبيب_مصر
