جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءفلسفةAkid Bendahou

من (اوديب ملكا) إلى (اوديب في كولونا)

 

من (اوديب ملكا) إلى (اوديب في كولونا)

العقيد بن دحو

من ذا الذي من التنويريين الحضاريين المثقفين اليوم ، سواء كانوا من أهل السياسة او الفن او الاقتصاد او من المجتمع يستطيع الاستغناء عن أسطورة اوديب او اوديب ملكا. وهذا قبل أن تصل إلينا و تأخذ عدة لبوسات ولوغوسات و عدة معالجات و عدة بناءات في اللغة او المصطلح. نفسية وذهنية وحتى بدنية

من ذا الذي لا يعرف  أسطورة اوديب. او اوديب ملكا ، او عقدة اوديب !؟

يهمنا مصير اوديب ، ربما يكون مصير كل واحد منا.  يجعلنا نجلس في هلع اسر ساحر فيما يملي علينا اوديب رغباتنا الطفولية متعلقة في اللاوعي .

يقول النقاد جمهور القصة الدرامية  اوديب ملكا او / اوديبوس ، هو جمهور محظوظ كونه يعرف النهاية التي ال اليها اوديب !.

من المفروض ان الناس تعرف ذاك الفارس البطل الذي خلص  أهل المدينة طيبة من الهولة / المونيتور / السفانكس ، الكائن الخرافي الوحش الذي كان يتغذى على لحم البشر و على اللغز او الأحجية المعروفة :

ماهو الكائن الذي يمشي في أول النهار على اربع

في وسط النهار على اثنين

وعند آخر النهار على ثلاث ؟

لاحظ : (4...2...3 ) !

لقد اجاب اوديب : الإنسان !

وخرت الهولة ميتة !

كانت هذه الاجابة عن اسئلة الأسطورة ليست المفتاح للدخول إلى المدينة و الخلاص لأهلها   وتبعاتها اللااخلاقية - دون وعي منه، ودون ان يدري - ان يصادف في طريقه أباه يقتله وأمه يتزوج منها ، و ينجب منها بنينا و بناتا ، هم اخوته و أبنائه في نفس الوقت.  ضمن تثنية فعل درامي و نقضيه،  ثم يتولى هو الملك و يعتلي عرش المدينة. بل كان فك وحل اللغز بمثابة المفتاح للوصول إلى أعماق أعماق النص ، إلى جمهور النص ، و استشراف و استجواب الزمكان و الحدث في ان واحد !.

لقد استفادت العلوم الانسانية و الاجتماعية ايما استفادة من عقدة اوديب و لا سيما علم النفس على راسها العالم سيقموند فريود.

لن ندخل في سرد معركة اوديب مع حساده ومعارضيه و خاصة الكاهن الأعظم( تريسياس) و انما عندما تكشف لاوديب الأمر الذنب الذي اقترفه في حق محرمه استفز الأمر و فقا عينيه كعقوبة في حق نفسه. عندما لم يجد أحدا يقيم عليه الحد.

ولما لم يستطيع المقاومة ، وصارت أعين الخزي و العار تلاحقه وتطارده في كل مكان.  حكم عليه؛ ونوفي وحيدا طريدا شريكا إلى جزيرة غير بعيدة تقع شمال الغربي لاثينا كولونا ، ضريرا تقوده ابنته اونتجونا.

وفي هذه الجزيرة المعقول لا تقول يبدأ حياته من جديد ، وإنما ليعاقب ما تبقى له من جسد ، جاء ليعزله عن الانظار بعد ان عزل عيناه لرؤية الحقيقة المرة.

هو حسب رأيه حتى ان حجب عن رؤية الآخرين لا يزال يرى نفسه !

كما هو يطلب من يساعده عن الحجب ، غير أبنائه اونتجونا  و أسمينا...

لسعد في هذه الجزيرة البطل ثيسيوس و يعينه في الاخير على مواراة كل ما  كان يتمنى الجسد و ما تبقى له من حواس الني لم تر له الطريق.

ينتهي اوديبوس او اوديب ملكا مقبورا في قبر مجهول الشاهد،  لا أحد يعرف مكانه و لا مكان الدفن  المقدس.

في الحقيقة اذا كان اوديب تخلص من عيننيه في مدينة طيبة عقابا لهما لأنهما لم تبصرا له الطريق على حسب قوله ، فهو في منفاه يعاقب الجسد كله حتى بعد الموت ، كيما لا أحد يتعرف عليه ؛ ان يظل نكرة ، و لا يتقرب اليه أحد بالقرابين إلى مملكة الأموات( هيديز) كيما تبره  وتكرم مثواه !.

يجب أن لا نفهم النصين اوديب ملكا ، اوديب في كولونا كما هو بذاتهما و انما  كما يجب أن يكونا عليهما بالواقع.

فالحكدم تشاركي جمعي ، و الدولة للجميع ولا يجب الاغترار.  فالغرور قبل السقوط.

احيانا يجب تطوير العين الثالثة فالعين الفيزيولوجية قاصرة عن النظر ما وراء الأشياء،  بعد النظر ان نعي الهدف من النظر قبل رؤية الشيئ الهندسي له الذي يشغل حيزا و كتلة ومساحة  وحجما من الوجود.كنه الأشياء،  يجب أن نتعلم من العلم نور.  من الحكمة فكرة. البدن قوة مظلمة غير محفوفة بنور الأمل.  كما لا يجب أن نقصر في تقوى الآلهة... وناهيك عن المعالجة النفسية التي تتخذها الماساة / التراجيديا توجد عدة احاءات و اتحويلات و قرارات اخرى ميثولوجية حتى العلم الحديث لا يستطيع الاستغناء عنه

وكان بالكاتب يستمر ما لم يقوله في ثيبة عن اوديب  ملكا   يرويه يحكيه عنه في كولونا ، وكأنه يعز عليه فراقه بهذا الفراق الأليم البغيض،  وكان الكاتب ذاته بشعر بالذنب و الندم ، لياخذه إلى هذه الجزيرة تطهيرا و تكفيرا له من ادران انفعالات النفس حسب مبدأ  ارسطو.

لقد ظلت الإنسانية في  مجرى الزمن و في مجرى التاريخ تدرس و تتبع مختلف الآثار الكبرى إلا أن آثار اوديب قلعة من قلاع الحضارة الإنسانية،  بل هرم من اهرام هلينة الشرق كلما حفرت اكتشفت العديد من الكنوز ، بل فك اللغز الإنسان كان واحدا من فترة من فترات اليوم و الدهر ، وعلى كل إنسان اليوم مطالب ان يجيب عن لغز عصره ويفك به من خلاله مختلف الأسئلة التي طلت عالقة منذ القرن ما قبل الميلاد إلى هذا القرن و العصر.  الإنساني اليوم  مطالب اليوم ان تجيب مجددا عن أسئلة الهولة  قبل أن نطحن و نفترس بما صنعت ايدينا من إنتاج يتحكم بالشخص المنتج !.

آليات تشبه القضاء و القدر تضغط على البشر بالبروبجندا السوداء اما ان تشتري او تشتري....ان الميت منا يموت إلى مثواه الاخير وهو لم يقل بعد كلمته الأخيرة،  يدفن و تدفن معه ، في قبر لا يدل على الميت و انما على موت الكلمة الصادقة و موت الفكرة الفاضلة،  وبالاخير ماجدوى حواس لا تستطيع رؤية وسمع وشم وذوق و لمس الهدف من الحياة ، ومن جسد فان اصلا  لا يقوى على مجابهة تحديات العصر....انه الضعف و الخواء و الفراغ البشري الذي ليس له موضوع الا السام و الملل و اللجوء إلى الامعقول فأين الإنسان اذن !؟

لكن في كولونا يتم الإجابة عن كل شبئ عن ، الأسئلة العالقة،   الموت التي لم تعد لغزا،  الموت ان لا تجعل لحياتك معنى ، و القبر المجهول الا تترك اثارا يذكرك به الناس بعدك خيرا.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *